كتاب مفتوح | كلاكيت ثاني مرة، من يربح مورينيو أم الجرذان؟
يعاصر أشهر مترجمي العالم "جوزيه مورينيو" أحدث صيحات ظاهرة الـ"Déjà vu" الشهيرة أو ما يعرف بوهم سبق الرؤية في علم النفس، وهذا بعدما أعاده الزمن للخلف ثلاثة أعوام، أعاده إلى مشهد كان يحاول خلاله فك حبل المشنقة من على رقبته وسط ساحة الإعدام المفضلة لديه، وهو ينظر في أعين عشاقه ومتيميه الذين دائمًا وأبدًا ما كانوا يتغنون باسمه، والآن هم شاهدون على مصرعه.
وقتها الرجل الاستثنائي شعر بالخيانة من كل المقربين، الدسيسة جاءت من داخل البيت التشيلساوي وليس من خارجه، والجرذان التي تُرِكت لتعيش وتبني مجتمعًا تحولت إلى وحوش قادرة على نخر أي شيء يهدد حياتها ومستقبلها.
ولكن ما حدث بعد التضحية بالبرتغالي كان طبيعة البشر دائمًا وأبدًا، الجميع يهتف بحياة وماضي مورينيو وما فعله في حق فريق تشيلسي العظيم الذي بات يمتلك الجرأة لإصدار حكمًا بالإعدام في حق الأب الروحي دون أدنى مشاكل، والاستفاقة كانت متأخرة من جماهير تنعي رجلاً وتمشي في جنازته ويديها مغطاه بدمائه.
ما صدر من جماهير تشيلسي في آخر شهر من عام 2015 كان عجيبًا ومنافيًا لكل قواعد المنطق، فبعد كل هذا الانتقاد الذي طاله منهم، كانت المباراة الموالية لإقالته بمثابة الجنازة التي حملت معها العديد من اللافتات المناهضة للاعبين لدرجة تشبيههم بالجرذان، وكأن جماهير البلوز كانت تسأل الإدارة هل من الصواب طرد صاحب البيت والإبقاء على مجموعة من الجرذان؟
هذا السؤال دائمًا ما يبقى نقطة استفهام كبرى في عالم كرة القدم، فالجرذان لا يظهرون غالبًا سوى قبل رحيل أي مدرب من صفوف أي فريق، ظاهرة التهاون الجماعي وعدم الرغبة في الخدمة تحت قيادة الجنرال تتفشى، الأحاديث الجانبية تزداد داخل حجرات الملابس والاتفاق على المدرب أمر معروف وسائد بين أصحاب الملايين.
هذه المرة يا مورينيو سترى لافتات مغايرة تمامًا، الرقص على جثتك سيكون هو المشهد المتوقع، فأنت قبل القدوم إلى مسرح الأحلام كنت ألّد الأعداء، لذلك حين يتم المفاضلة بينك وبين الجرذان لا تتوقع أن يقف أي شخص في صفك، وسيكون آخر صوت ستسمعه بعد احتكاك المقصلة، وقبل لحظات من إزهاق روحك هو ضحكات وقهقة وصورة مشوشة تتبادر في مخيلتك لأصلع يرتدي بذلتك ويجلس على مقعدك.