هل يصمد مورينيو في معركة النفوذ بأولد ترافورد؟
حين قرر المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، ضم الفرنسي بول بوجبا، لمانشستر يونايتد، قبل عامين، توقع كثير من الخبراء أن تعيد هذه الشراكة الجديدة بين مدرب كبير وأغلى لاعب في العالم وقتها، العملاق الإنجليزي إلى سابق تألقه.
لكن الحال تبدل اليوم إذ يدور الحديث حاليا في أولد ترافورد، معقل يونايتد الذي يواجه صعوبات كبيرة في استعادة بريق ما تحقق من إنجازات في حقبة المدرب السابق أليكس فيرجسون، عن موعد فض هذه الشراكة.
وبعد أن أراح المدرب البرتغالي لاعبه بوجبا في المباراة التي خسرها يونايتد أمس الثلاثاء، أمام ديربي كاونتي المنتمي لدوري الدرجة الثانية، ليودع بطل إنجلترا وأوروبا السابق، منافسات كأس رابطة الأندية الإنجليزية من الدور الثالث، أعلن مورينيو أيضا أنه جرد لاعبه الفرنسي من موقعه كثاني قائد للفريق.
جاء هذا في خضم تقارير أخرى تحدثت أن مورينيو وبخ اللاعب، الفائز مع منتخب بلاده بكأس العالم الأخيرة في روسيا، أمام زملائه في مانشستر يونايتد.
ولكن عندما سئل مورينيو عن كل هذا قال عقب مباراة ديربي إنه "لا توجد خلافات أو مشاكل على الإطلاق مع بوجبا بشأن التقليل من قيمته"، لكن المدرب البرتغالي رفض تقديم أي تفسير لقراره.
وتسببت اللقطات المصورة لتدريبات مانشستر يونايتد، اليوم الأربعاء، والتي أظهرت فتور العلاقة بين بوجبا الذي أظهر مشاعر الغضب، ومدربه مورينيو الذي قابل اللاعب بوجه جامد في تغذية التكهنات بوجود شرخ كبير في العلاقة بين الطرفين.
تعليقات استفزازية
وجاء موقف مورينيو الأخير بسبب رغبته كمدرب في الإمساك بالأمور، وإعادة فرض سيطرته بالكامل على الفريق، إذ يبدو أن التعليقات الاستفزازية التي صدرت عن أبرز لاعبيه كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.
ففي أعقاب تعادل مانشستر يونايتد المخيب لآمال جماهيره أمام ولفرهامبتون واندررز، في الدوري الإنجليزي الممتاز، انتقد مورينيو افتقار لاعبيه للالتزام، لكن بوجبا، الذي يتمتع بشعبية كبيرة ونفوذ بين لاعبي يونايتد، صرح لوسائل إعلام بأنه كان يجب على الفريق أن "يهاجم ويهاجم ثم يهاجم".
ورأى مورينيو في تعليق بوجبا نوعا من الإهانة والتقليل من جهوده ومحاولة مخجلة لاستدرار مزيد من التعاطف من جانب مشجعي يونايتد الذين لم يقتنعوا يوما أن طريقة التأمين الدفاعي التي يفضلها المدرب البرتغالي، تناسب فريقهم الذي يتمتع بنزعة هجومية تلقائية وطبيعية متوارثة عبر الأجيال.
وربما كان هذا المدرب، الذي سرعان ما سيشهر سجله المدجج بالبطولات ليحسم أي جدل أو انتقادات توجه له، يرى أن بوجبا، رغم كل فترات تألقه المتقطعة، لا يلعب بشكل جيد بما فيه الكفاية لكي يواصل تحديه في يونايتد بهذا الشكل المتواصل.
صراع النفوذ
وفي أي صراع على السيطرة والنفوذ مع بوجبا، فإن مورينيو سيشعر أن الغلبة في صالحه خاصة مع تقارير إعلامية تحدثت عن صفقة يجري إعدادها بشأن انتقال اللاعب الفرنسي إلى صفوف برشلونة، من جانب مينو رايولا وكيل أعمال اللاعب.
ولكن رغم هذا يبدو أن مورينيو يدفع ثمن إخفاقه الشخصي في دفع بوجبا لتقديم أفضل ما عنده، وتكرار تألقه مع منتخب فرنسا في كأس العالم.
وقبل عامين كان مورينيو يعول على بوجبا لتطبيق رؤيته في مانشستر يونايتد، ولهذا ضمه لصفوف الفريق مقابل 89 مليون جنيه إسترليني (117.3 مليون دولار).
وقال مورينيو حينها "إنه شاب سيتحسن أداؤه وستكون لديه فرصة ليصبح محور هذا الفريق لمدة 10 سنوات مقبلة وأكثر".
ربما يكون في إمكان بوجبا أن يفعل هذا لأن عمره لا يزال 25 عاما، ولكن في هذه اللحظة تحديدا ليس من الواضح إن كان هو الذي سيبقى في أولد ترافورد أم مورينيو، عندما ينقشع كل هذا الغبار من معارك الصدامات بينهما.
ومن الوارد بالطبع ألا يبقى أحد منهما مع تعثر يونايتد بسبب تلك الخلافات.