"أولترا وينرز" تنظم حفلا تكريميا للأعضاء الحاصلين على شهادة الباكلوريا
نظم فصيل "الوينرز" المساند لنادي الوداد الرياضي، حفلا تكريميا لأعضائه الحاصلين على شهادة الباكلوريا هذه السنة.
و نشرت "الأولترا الودادية" بلاغا عبر صفحتها الرسمية، إستعرضت من خلاله أهم النقاط المتعلقة بالحدث المذكور.
وفيما يلي "نص البلاغ":
على مر العصور والأزمان، تلألأت نجوم بعض الحضارات في سماء كتب التاريخ وأنارت صفحاته، بينما لم يكن حظ البعض الآخر منها سوى العتمة والظلام! ففي الوقت الذي ترك لنا العرب معلقاتهم العشر، وبقيت مظاهر الحضارة الإسلامية شامخة من الأندلس الى أندونيسيا، وبقيت اهرامات الفراعنة دليلا على حقبتهم، ومنحوثات بابل عربونا على وجودهم، وفلسفة اليونان اشارة إلى منطقهم وتفكيرهم، وآثار الرومان وطريقة عيشهم، والعثمانيين وطريقة تنظيمهم، والمرابطين وشجاعتهم، والأندلس وتقدمهم، والصينيين ووصف حروبهم وكيفية دفاعاتهم واشكال حصونهم ... كل هذه الحضارات خلدت موروثاتها عبر العلم والمعرفة والفنون. في الوقت الذي لم يترك فيه الجيرمان والفايكينغ واوربا ما قبل عصر الأنوار والهنود الحمر والافارقة واللاتينيين أي شيء يذكر، ولم يتركوا بصمتهم ليحفظها التاريخ، لتفشي الجهل والوحشية والأمية في أزمنتهم وأوطانهم.
الخلاصة المستوحاة من هذه المقدمة التاريخية البسيطة والتي ستكون مدخلا لموضوعنا الرئيسي هي : أن كل ابن آدم في هذه الحياة مهما عاش من السنين سيكون عمره قصيرا، وعلى كل واحد أن يختار كيف يريد أن يعيش حياته، إما متميزا يضع بصمته في الحجر ويخلده التاريخ، وإما عاديا بسيطا يضع بصمته فوق شاطئ رملي، تمحى وتختفي مع أول موجة عابرة.
انتقالا من تاريخ الحضارات إلى حاضرنا المعاش، فقد أقدمت مجموعة الوينرز بعد ظهيرة الأحد المنصرم، إلى تنظيم حفل كبير لتكريم أعضائها الحاصلين على شهادة الباكلوريا لهذه السنة الدراسية في قاعة الوداد لكرة السلة. فكرة الحفل لم تكن وليدة اللحظة بل هي امتداد وتطوير للعمل الذي كانت المجموعة تشتغل عليه طيلة السنوات الماضية، من مواكبة للتلاميذ والطلاب ودعمهم نفسانيا ودراسيا وتوجيهيا، وتحفيزهم وتشجيعهم على بذل قصارى الجهود قصد النجاح والتفوق. هذا الموسم كان استثنائيا، حيث تم التركيز بقوة على دعم أعضائنا المقبلين على امتحانات الأولى والثانية باكلوريا، والشيء الأجمل في الحدث، هو تطوع بعض الأعضاء كل حسب المادة التي يجيدها بغية تقديم شروحات وتفصيلات مجانية للتلاميذ، في أجواء أقل ما يقال عنها أنها أخوية عائلية بامتياز. والنتيجة: نجاح الأغلبية الساحقة من الممتحنين، أزيد من مائة وثمانين عضو حصلو على شهادة الباك، والأروع من كل هذا، أن هناك من كان حاصلا على (4) في الجهوي، فرفع شعار 《لا استسلام》، ونجح في النهاية. كما أسلفنا الذكر، فقد أعددنا جيدا للنسخة الأولى للحفل التي أسميناها على ذكرى الراحل {رضى جناح } عضو الوينرز بالمدينة القديمة، الذي توفي بعد صراع مرير مع داء السرطان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. قمنا أولا بمتابعة كل الأعضاء المقبلين على الامتحانات عن كثب، بعد صدور النتائج (العادية والاستدراكية) قمنا بدعوة كل الناجحين برفقة أولياء أمورهم أيضا للمكان والزمان المعلومين. في اليوم الموعود، حضر الأغلبية بينما تخلف البعض لظروف مختلفة قاهرة. تم إعداد القاعة وتزيينها بأعلام المجموعة وتثبيت شعار وعنوان النسخة؛ جلس التلاميذ في جهة والآباء والأمهات في جهة أخرى، وصار كل شيء على ما يرام والكل على استعداد لبداية التظاهرة.
انطلق الحفل بتلاوة عطرة لآيات بينات من الذكر الحكيم، لأحد الأعضاء الذي يتقن ترتيل كتاب الله وتجويده، وأعقبه مباشرة كلمة افتتاحية لكابو مجموعة الوينرز. ثم انهمك الحاضرون في تحية وتهنئة الناجحين الواحد تلو الآخر، بعد تلقيهم الشواهد التقديرية من طرف الوينرز. كما تم توزيع الجوائز على الثلاثة الأوائل المتفوقين الذين حصلوا على أعلى المعدلات. تخلل الحفل عدة عروض ترفيهية : استعراض لألعاب الخفة والتنويم المغناطيسي لعضو الوينرز (هيبنوز مان) الذي اضفى على القاعة جوا من التعجب والاستغراب والضحك، ثم أكمل عضو آخر للمجموعة (فنان كوميدي) هذه الأجواء المرحة بسكيتش فكاهي متميز. وكذلك كان هناك عرض لموسيقى الفولكلور الشعبي للدقة المراكشية. كما تم القاء كلمة توجيهية تنويرية لأحد الأعضاء الذي درس وتخرج ونجح في حياته المهنية، كلمة في إطار التأسي والاقتداء.
ولم تفتنا الفرصة لتكرم الوينرز أناسا أعزاء : كان أولهم أم رضى جناح التي بينها وبين المجموعة روابط وأحاسيس قوية، ولئن فقدت ابنها فنحن كلنا أبناؤها، كلنا رضى جناح. وثانيهم أحد أعضاء المجموعة الذي ختم بفضل الله حفظ كتاب الحق سبحانه وتعالى، فتح الله عليه وهنيئا لوالديه به. كما تمت دعوة وجهين معروفين في المشهد الكروي الودادي، وهما اللاعبان السابقان سحيتة وموجاهيد ليكونا ضيفي شرف هذه الحفلة السعيدة. وتم رفع رسالتين: واحدة من طرف التلاميذ الناجحين بالعربية : { الملثم ملهمنا، منه نستمد تفوقنا} وأخرى من طرف آباء وأمهات التلاميذ بالفرنسية ومفادها: { في دراستكم كما في شغفكم، تستحقون تهانينا لكم.}
استفضنا في الكلام وأطنبنا في الوصف، لنضع القارئ أمام كل صغيرة وكبيرة حدثت في الحفل، علما أننا نتقدم بأبلغ تعابير الإعتذار لباقي أعضاءنا الأحباء الذين لم يكن معهم علم بهذا الحدث وتمنوا الحضور، فالسبب كان لوجستيا تنظيميا صرفا حيث أن الطاقة الاستيعابية للمكان محدودة وأنتم على دراية بذلك. وسيبقى أروع شيء حصل في هذا الحدث والذي يجب على الجميع ان يستحضر مخيلته ليحس به ويعيشه هو أيضا : هو سيل الدموع التي ذرفها الآباء والأمهات والتلاميذ أيضا، وكتلة المشاعر والأحاسيس التي ميزت المشهد وأضفت عليه جوا أسريا عائليا لا يوصف. قد نسعد وننبسط وننشرح لأن عضوا منا قد نجح وتفوق، لكن لا يوجد شيء أغلى من دمعة تلك الأم أو ذلك الأب، حقيقة حتى الكلمات تعجز عن وصف ذلك الشعور، فكل المجهودات التي بذلتها المجموعة لم تذهب هباء ، وأخذت مقابلها ثمنا ومكافأة تلك الدمعة الغالية المليئة بذرات السعادة وجزيئات الفخر على خد تلك الأم الشريفة. والحمد لله أن وفقنا لمضاعفة فرحة الناجحين، وجعلناهم يحتفلون بإنجازهم وسط عائلتيهم الصغيرة والكبيرة في آن واحد، فرحة تمناها الكثيرون، ووعد بعيشها آخرون في العام القادم إن شاء الله.
في النهاية سيتساءل البعض ماهي رسالة الوينرز من كل هذا ؟ وقد يتساءل البعض عن الرابط بين تلك المقدمة التاريخية وحفل نجاح في الباكلوريا !؟. صدق أو لا تصدق لم نعد في حاجة لبرقيات ندافع بها عن مبادئنا وأفكارنا، أو لعبارات ندفع من خلالها عن تهم وجهت إلينا ونسبت لنا... نحن نتصرف على طبيعتنا بكل أريحية وبدون مساحيق تجميل.
ورسالتنا هذه المرة داخلية وليست خارجية، رسالتنا لباقي أعضائنا الكرام، تلامذة وطلاب وعمال وموظفين وأطباء ومهندسين وفلاحين ومهنيين وحرفيين ... الوينرز ليست فقط مجموعة تشجيع يقتصر دورها في قرع الطبول وترديد الأغاني في المدرجات... الوينرز هي أسلوب حياة ونمط عيش وطريقة تفكير؛ الوينرز هي أن تجعل شعارك في الحياة : النجاح والريادة والتفوق؛ الوينرز هي أن تؤمن بأنك قادر على صنع المستحيل، وأنك قادر على أن تتحدى كل الصعوبات وأن تتحدى نفسك أيضا؛ الوينرز هي أنك مواطن متميز تعطي دون أن تأخذ، تبذل ولا تنتظر المقابل، تشتغل في الخفاء وتساعد المحتاج وتقف في صف من احتاج لوقوفك بجنبه في أحلك الظروف؛ الوينرز هي حضارة من حضارات هذا العالم، لها فن وثقافة وموسيقى وطريقة تفكير وزاوية نظر ورسومات ومنحوثات ووووو ...، ولكي تستمر هذه الحضارة وترقى نحو الخلود، يجب على كل أعضائها أن يكونوا متميزين حق التميز كل حسب تخصصه ومجاله، وأن يكونوا مبدعين، وأن يستغلوا مواهبهم لترك بصمتهم منقوشة محفورة في الأذهان قبل الصخور؛ وأن يتحدوا جميعا ويضعوا اليد في اليد من أجل نهضة فكرية ثقافية ابداعية واعية، تعود بالنفع على حضارتنا وعلى الوطن برمته.
هنيئا للناجحين.