الضباب يلف مستقبل تشلسي في ظل الغموض بشأن كونتي وأبراموفيتش
في الوقت الذي بدأ منافسوه تعزيز صفوفهم استعدادا للموسم المقبل من الدوري الإنكليزي، يبدو تشيلسي في موقف لا يحسد عليه، في ظل الغموض المحيط بمستقبل مدربه الإيطالي أنطونيو كونتي وحتى مالكه الثري الروسي رومان أبراموفيتش.
بإنهائه الدوري الممتاز في المركز الخامس بعد عام فقط على تتويجه باللقب، بدا مستقبل كونتي مع الفريق اللندني محسوما لناحية رحليه على رغم الفوز بلقب مسابقة الكأس على حساب مانشستر يونايتد (1-0).
لكن بعد مرور اسبوعين على ما اعتبر اللقاء الأخير للمدرب الإيطالي مع الـ"بلوز"، لم تتخذ ادارة النادي اللندني أي قرار حتى الآن وكل الحديث الجاري حاليا عن التعاقد مع المدرب السابق لباريس سان جرمان والمنتخب الفرنسي لوران بلان أو الإيطالي الآخر ماوريتسيو ساري الذي استبدل بكارلو انشيلوتي في نابولي، لا يتجاوز حد التخمينات.
ويعتقد أن التأخير في حسم مستقبل كونتي في "ستامفورد بريدج" ناتج عن الوضع المعقد لمالك النادي ابراموفيتش الذي ينتظر تجديد تأشيرته البريطانية لبدء العمل على تحضير الفريق الذي يملكه منذ 2003.
ولجأ الملياردير الروسي، وهو يهودي، الى اسرائيل للحصول على جنسيتها بحسب السفير الاسرائيلي في موسكو، لأن جواز الدولة العبرية يتيح له دخول بريطانيا من دون تأشيرة لفترات قصيرة.
وبحسب التقارير الصحافية، انتهت مدة صلاحية التأشيرة البريطانية لابراموفيتش، وطالت مدة تقديم طلب لتأشيرة جديدة أكثر من المعتاد.
ويأتي ذلك في ظل توتر في العلاقة بين لندن وموسكو لاسيما على خلفية تسميم عميل روسي مزدوج سابق وابنته في انكلترا، واتهام لندن لموسكو بالوقوف خلف ذلك، وهو ما تنفيه السلطات الروسية.
وصدرت دعوات في لندن لفرض عقوبات على الأثرياء الروس الذين يتمتعون بمصالح أو يقيمون في العاصمة البريطانية، علما انه - وبحسب التقارير الصحافية الانكليزية - يحق لكل شخص استثمر أكثر من مليوني جنيه استرليني في بريطانيا، بالحصول على تأشيرة دخول لمدة 40 شهرا.
وما يثير القلق بالنسبة لوضع ابراموفيتش في تشلسي، أن النادي اللندني أعلن الأسبوع الماضي تعليق مشروع تحديث وزيادة سعة مدرجاته الى 60 ألف مقعد، مبررا ذلك بـ"مناخ غير مؤات للاستثمار".
- تقليص النفقات -
ومنذ استحواذ ابراموفيتش، أصبح تشلسي من أنجح الأندية في إنكلترا، حيث توج بلقب الدوري الممتاز خمس مرات، بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، وبالدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"، وبكأس إنكلترا 5 مرات خلال فترة 15 عاما.
لكن الوضع تغير في إنكلترا، مع انتقال ملكية مانشستر سيتي الى الشيخ الاماراتي منصور بن زايد آل نهيان في 2008، والعائدات المالية الهائلة التي يحققها مانشستر يونايتد.
نقص الموارد وعدم التحكم بما ينفق على التشكيلة، وضع كونتي في مواجهة الادارة أكثر من مرة كونه لم يكن راضيا على نشاط الفريق في سوقي الانتقالات للموسم الماضي.
وتخفيض التكاليف هو أساس حالة عدم اليقين التي تجتاح تشلسي في الوقت الحالي، مع تردد الادارة في دفع مبلغ 9 ملايين جنيه استرليني (10 ملايين يورو) المتوجب عليها عن العام الأخير في عقد كونتي، من أجل التخلي عن المدرب السابق ليوفنتوس والمنتخب الإيطالي.
والسبب ذاته يحول دون التعاقد مع ساري لأنه، رغم التعاقد مع مدرب تشلسي السابق انشيلوتي، ما زال المدرب البالغ 59 عاما مرتبطا بالعقد الذي يجمعه بنابولي حتى 2020، ولن يتحرر منه إلا في حال دفع النادي الراغب به البند الجزائي البالغ 8 ملايين يورو.
وهذا العائق جعل من بلان المرشح الأوفر حظا لخلافة كونتي في حال رحيل الأخير عن النادي اللندني. ولا يزال المدرب السابق لمنتخب فرنسا دون وظيفة منذ رحيله عن سان جرمان قبل عامين.
وقالت صحيفة "ليكيب" الرياضية الفرنسية الاربعاء أن بلان يتصدر السباق الى "ستامفورد بريدج" بعد اجتماعه بمساعدة ابراموفيتش ومديرة تشلسي مارينا غرانوفسكايا.
وبغض النظر عن هوية المدرب الذي سيشرف على الفريق الموسم المقبل، فإن مهمة اعادة الـ"بلوز" الى دوري الأبطال تعتبر شاقة، فكيف الحال إن كان يريد محاولة تجريد مانشستر سيتي من لقب الدوري الممتاز. وأنهى تشلسي الموسم المنصرم متخلفا بفارق 30 نقطة عن سيتي، ما يعني أن عليه بذل جهد كبير لتقليص الهوة مع فريق الاسباني جوسيب غوارديولا.
ولن يكون الفريق الوحيد الذي سيحاول هذا الأمر، بل بدأ يونايتد منذ الآن التفكير بالموسم المقبل بضم البرازيلي فريد من شاختار دانييتسك والبرتغالي ديوغو دالوت من بورتو، بينما عزز ليفربول وسطه بضم البرازيلي فابينيو بعدما كان ضامنا لخدمات الغيني نابي كيتا الذي وقع مع ليفربول الصيف الماضي لكنه بقي مع لايبزيغ الألماني حتى نهاية الموسم.
ومن جهته، سينتقل الجار اللندني توتنهام الى ملعبه الجديد الذي يتسع لـ62 ألف متفرج، وضمن الاستمرارية بتجديد عقده مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو لخمسة أعوام إضافية، وحتى أن أرسنال بدأ العمل من خلال تعيين المدرب الإسباني أوناي إيمري خلفا لمدربه التاريخي الفرنسي ارسين فينغر.