السعودية في المونديال بين رأسيات كلوزة وإبداع العويران - El botola - البطولة

السعودية في المونديال بين رأسيات كلوزة وإبداع العويران

فاروق عصام (البطولة)
05 يونيو 2018على الساعة16:03

يستعد المنتخب السعودي الأول لتدشين مشاركته الخامسة عبر نهائيات أضخم بطولات كرة القدم على الإطلاق كأس العالم، وهذا بعد التأهل لنسخة عام 2018 عقب 12 عامًا من آخر ظهور بالأراضي الألمانية.


وتأهل الأخضر للمونديال عقب خوض تصفيات عصيبة حسمها في الرمق الأخير بتفوقه على المنتخب الياباني الذي تصدر المجموعة وحسم التأهل، ومن ثم لحق به المنتخب السعودي وصيفًا متفوقًا على المنتخب الاسترالي الذي عبر للبطولة من خلال الملحق.


وخلال التقرير التالي سوف ندشن في "البطولة" تغطية مشاركة السعودية في المونديال، والبداية ستكون عبر استعراض تاريخ مشاركات السعودية في المونديال خلال أربع نسخ سابقة.



1994 – الإنجاز والهدف صعب المنال


أول مشاركات السعودية في المحفل العالمي عرفت كتابة تاريخًا أخضر في الأراضي الأمريكية، بقيادة جيل ذهبي يزينه "فهد الهريفي وفؤاد أنور وسامي الجابر وسعيد العويران ومحمد عبد الجواد" تحت قيادة أفضل مدرب مر على المنتخب السعودي عبر تاريخه الأرجنتيني "خورخي سولاري".


ورغم الإخفاق في الافتتاح بالخسارة بهدف لهدفين ضد المنتخب الهولندي، إلا أن الصقور استعادوا التوازن بالتفوق على المنتخب العربي المغربي بذات النتيجة التي خسروا بها من الطواحين، وبهدفين للجابر وفؤاد أنور.


وبقى للشعب السعودي أمل صعب المنال بضرورة الانتصار في المباراة الأخيرة بدور المجموعات على المنتخب البلجيكي، وهو ما حدث بالفعل في مفاجأة تاريخية لا تزال تعرض حتى الآن في كل الإعلانات الترويجية للمونديال، وهذا نتيجة الهدف الإعجازي الذي سجله الأسطورة "سعيد العويران" مراوغًا أكثر من مدافع بلجيكي على طريقة الأرجنتيني مارادونا.


وانتهت الطفرة الخضراء عند الدور ثمن النهائي، حيث وقع السعوديون مع المنتخب السويدي الذي كان يضم جيلاً ذهبيًا شكلاً ومضمونًا، وانتهت المباراة وقتها بثلاثة أهداف مقابل هدف سعودي سجله الغشيان خلال  مباراة قدم فيها المنتخب العربي أداءً مشرفًا أكد أنه يستحق بطاقة العبور.



1998- وصلنا فرنسا للزيارة فقط


المنتخب السعودي تعاقد مع البرازيلي المخضرم "كارلوس ألبيرتو بيريرا" قبل البطولة بغية تكرار إنجاز التأهل وتعزيز صورة الصقور الخضراء في النهائيات، ولكن النسخة الأمريكية من المنتخب السعودي كانت مغايرة تمامًا للنسخة الباريسية.


الأخضر وقع في المجموعة الأولى رفقة المستضيف المنتخب الفرنسي، لذلك كان يجب عليه هزم كلاً من الدنمارك وجنوب أفريقيا لضمان التأهل؛ لأن مواجهة الديكة كانت مستحيلة، ولكن رفاق القائد "فؤاد أنور" فشلوا في التصدي لعنفوان الجيل الدنماركي الذي كان يقوده الحارس الأمين "بيتر شمايكل" وخسروا المواجهة الافتتاحية بهدف دون رد.


وبالفعل كانت المواجهة ضد المنتخب الفرنسي في اللقاء الثاني من طرف واحد، حسمها زيزو وزملائه برباعية نظيفة، ولكنها شهدت حدثًا تاريخيًا بحصول ابن الجزائر على بطاقة حمراء صادمة لكل جماهير ملعب "دي برانس" ثم جاء الدور على المواجهة الآسيوية الأفريقية بين السعودية وجنوب أفريقيا فقط لحفظ ماء الوجه للمنتخب العربي، وبالفعل استطاع الخروح بنقطة عقب تعادل بهدفين في كل شبكة كان بطله الأول سامي الجابر الذي سجل هدفًا وساهم في آخر سجله يوسف الثنيان.


2002 – عندما يتمنى منتخب عدم تأهله للمونديال


بالتأكيد كل مشجع سعودي حين تسئله عن مشاركة الأخضر في كأس العالم بكوريا الجنوبية واليابان فسيكون رده "ياليتنا لم نتأهل من البداية!" فهي المشاركة التي عرفت نتيجة قياسية ستبقى تؤرق كل سعودي فيما يعرف بهزيمة "سابورو" المذلة على يد الوصيف المنتخب الألماني بثمانية أهداف نظيفة في لقاء سجل به القناص "ميروسلاف كلوزه" هاتريك.


شباك الحارس الأسطوري للكرة السعودية "محمد الدعيع" بعدها مُنيت بأربعة أهداف أخرى وخسارتين الأولى ضد الكاميرون والثانية ضد المنتخب الأيرلندي، ليخرج الأخضر بحصيلة سلبية للغاية بواقع استقبال 12 هدفًا دون تسجيل أي هدف في مرمى الخصوم من ثلاث مباريات للنسيان عبر تاريخ الكرة السعودية.



2006 – محاولة لنسيان رأسيات كلوزه


ها هو أحد أهم زعماء قارة آسيا نهاية الألفية الماضية وبداية الألفية الجديدة يكرر ظهوره في المونديال للمرة الرابعة على التوالي، وبات من المنتخبات التي يتم وضع اسمها قبل بداية المنافسات نتيجة هيمنته على التصفيات وقدرته على التفوق على المنتخبات الآسيوية التي كانت متواضعة الإمكانيات في هذا التوقيت، حيث كان التأهل للمونديال وقتها أسهل من حصول الهلال على لقب الدوري السعودي.


الظهور في ألمانيا كان مبشرًا للسعوديين فقد أوقعتهم القرعة ضد المنتخب العربي التونسي في المباراة الافتتاحية، وبما أن منتخب تونس كان في المتناول، فالجميع استبشر خيرًا بتحقيق انتصار افتتاحي يعطي الأخضر دفعة للتأهل، ولكن مواجهة النسور بالصقور كانت أشبه بمعركة شرسة بين طائرين جارحين انتهت دون خسائر بواقع تعادل بهدفين لكل منتخب، ولكن المباراة حملت معها أرقامًا قياسية عديدة للهداف "سامي الجابر" الذي شارك للمرة الرابعة في المونديال وبات السعودي الأكثر مشاركة في البطولة، بالإضافة إلى تسجيله ثالث أهدافه في المنافسات في شباك الحارس الشهير "علي بومنيجل".


التعادل ضد تونس لم يشفع للسعودية من أجل التأهل، وكان آخر نقطة تحصل عليها الأخضر في منافسات كأس العالم، حيث خسر بعدها في ثاني المباريات برباعية نظيفة ضد رفاق "أندري تشيفيتشينكو"، وخسارة ثانية أكدت خروج السعودية من البطولة على يد المنتخب الإسباني.



كانت هذه هي تاريخ مشاركات السعودية في كأس العالم، فيا ترى كيف سيكون ظهور فرسان الصحراء في روسيا؟


طاغات متعلقة