سون: أؤمن بقدرة كوريا الجنوبية على التأهل
كان سون هيونج مين على بعد شهر واحد من الاحتفال بعيد ميلاده العاشر، عندما حققت كوريا الجنوبية إنجازاً تاريخياً في كأس العالم 2002. فخلال النهائيات العالمية الأولى على أرض آسيوية، خالف محاربو تايجوك كل التوقعات بتغلبهم في مراحل خروج المغلوب على عملاقين بحجم إيطاليا وإسبانيا، قبل السقوط أمام ألمانيا في نصف النهائي.
حينها عمت البهجة قلب سون، على غرار بقية مواطنيه، بينما قاد نجوم كوريون أمثال هونج ميونج بو وآهن جونج وان وسيول كي يون كتيبة محاربي تايجوك إلى تحقيق غير مسبوق في تاريخ البلاد تحت قيادة المدرب الهولندي جوس هيدينك. ولكن من بين نخبة أبطال 2002، كان هناك اسم واحد لاتزال أصداؤه تتردد في ذهن سون: إنه بارك جي سونج.
ففي حديث حصري لموقع FIFA.com، قال مهاجم توتنهام هوتسبير عن ملهمه، والابتسامة تعلو وجهه: "إنه لا يزال أفضل لاعب في كوريا. مازال هو مثلي الأعلى".
وبعد تسع سنوات من مشاهدة بارك جي سونج في كوريا/اليابان 2002، نال سون فرصة اللعب في المنتخب جنباً إلى جنب مع بطل طفولته، بل وسار على خطوات نجم مانشستر يونايتد السابق ليحترف بدوره في الدوري الإنجليزي الممتاز، قبل أن يرسخ مكانه كنجم نجوم محاربي تايجوك بلا منازع.
وخص موقع FIFA.com بمقابلة حصرية تحدث فيها عن حياته في لندن وذكرياته عن نهائيات كأس العالم 2002 وطموحات كوريا الجنوبية في روسيا 2018، حيث وضعتها القرعة في مجموعة صعبة.
* FIFA.com: مضى 16 عامًا على استضافة كوريا الجنوبية لكأس العالم 2002 FIFA، حيث وصل فريق محاربي تايجوك إلى الدور نصف النهائي. ما هي ذكرياتك عن تلك البطولة وكيف ألهمتك تلك التجربة؟
سون: لدي الكثير من الذكريات الجيدة عن تلك البطولة. شاهدت المباريات على التلفاز وأتذكر كيف كان الجميع مثل المجانين بعد ركلات الترجيح ضد أسبانيا في ربع النهائي. لم نستطع تصديق الأمر. كنا متحمسون لرؤية كوريا الجنوبية في كأس العالم. كان الجميع يرتدي قمصاناً حمراء في 2002، وأنا أيضاً كنت أرتديها!
*ما هي أفضل ذكرى لديك عن منتخب كوريا الجنوبية في تلك النهائيات؟
عندما تلعب ضد إيطاليا وإسبانيا وتخرج منتصراً - فهذا ليس بالأمر السهل أبداً. بالطبع، كانت لدينا ميزة الأرض والجمهور، لكننا قمنا بعمل جيد للغاية. لا أستطيع اختيار لحظة واحدة من كأس العالم تلك. كل لحظة من لحظات 2002 كانت رائعة.
*من كان مثلك الأعلى في ملاعب كرة القدم وأنت في مقتبل العمر؟
كان هناك العديد من اللاعبين، ولكن بارك جي سونج هو مثلي الأعلى. عندما كنت صغيراً، كانت تُنقل العديد من مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز على التلفاز في كوريا، وخاصة مباريات مانشستر يونايتد لأن بارك كان يلعب هناك، حيث فاز بالعديد من الألقاب مع الشياطين الحمر. إنه لا يزال أفضل لاعب في كوريا. كما لا يزال هو مثلي الأعلى.
* ماذا كان يعني لك اللعب إلى جانبه في المنتخب؟
لم أصدق ذلك. كان عمري 18 سنة عندما لعبت معه في كأس آسيا [2011] في قطر. فقد كنت أشاهده على شاشة التلفزيون وأنا صغير السن، وفجأة وجدت نفسي أتدرب إلى جانبه. كان هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تتعلمها منه. كان محترفاً إلى أبعد حد. كنت أشاهد كل ما كان يفعله: ماذا كان يأكل، كم كان ينام من الوقت. كان رفيقي في الغرفة ولم أكن أستطيع التحدث إليه لأنني كنت خجولاً للغاية! إنه شيء لن أنساه أبداً، إنها ذكرى لا تصدق. ما زلنا على اتصال ببعضنا. إنه أكثر من مجرد لاعب رائع، إنه شخص رائع أيضًا.
* شاركت في البرازيل 2014. كيف كان شعورك وأن تخوض غمار نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في حياتك؟
كنت فخورًا للغاية بتمثيل بلدي [في كأس العالم]. الجميع ينتظر أربع سنوات للعب في نهائيات كأس العالم ولكنها فرصة لا تتاح إلا للقليل من اللاعبين لأن التأهل صعب للغاية. والآن بعد أن اكتسبت تجربة من خلال مشاركتي في البرازيل 2014، أصبحت أدرك مدى صعوبة ذلك. علينا أن نكون مستعدين. في 2014، كان فريقنا يضم الكثير من اللاعبين الشباب ولم يكن هناك الكثير من ذوي الخبرة في كأس العالم. اللعب في الدوري [المحلي] أو في تصفيات كأس العالم أمر مختلف تمامًا. يجب أن نكون على أتم الاستعداد كفريق.
السويد والمكسيك وألمانيا: ما تقييمك لمجموعة كوريا الجنوبية في روسيا 2018؟
إنها مجموعة صعبة. كل المجموعات صعبة في واقع الأمر. السويد أفضل منا، والمكسيك أفضل منا، وألمانيا أفضل منا، بطبيعة الحال. لكننا نريد الفوز عندما نلعب، لا أحد يريد أن يخسر. كرة القدم لعبة يتنافس فيها 11 ضد 11. الموهبة تحدث الفارق، بطبيعة الحال، لكن علينا أن نكون أكثر استعداداً من الآخرين.
* هل يتمثل هدف كوريا الجنوبية في تخطي دور المجموعات إلى مرحلة خروج المغلوب؟
أتمنى ذلك بطبيعة الحال، لكن كرة القدم ليست مجرد "نعم" أو "لا". إذا كان أداؤنا جيدًا ولعب الجميع من أجل الجميع، فما المانع من تحقيق هذا المبتغى؟ آمل أن نتمكن من المرور. بالطبع، إنها مجموعة صعبة ولكني أؤمن بحظوظ منتخبنا. أنا فخور ببلدي وبزملائي. أعتقد أنه يمكننا فعل ذلك ولكن يجب أن نكون على أتم الاستعداد.
* كيف تستمتع بالحياة في إنجلترا حيث تلعب في الدوري الممتاز مع توتنهام هوتسبر؟
كان حلمي دائمًا أن ألعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، بل وإنه لا يزال حلمي. لا أستطيع أن أصدق أنني ألعب هناك. أنا أستمتع حقاً بالحياة اللندنية. إنها أعظم مدينة في العالم. أنا أستمتع بالذهاب إلى ملعب التدريب وخوض التمارين مع لاعبين مذهلين. كما أستمتع باللعب في ويمبلي والسفر لخوض مباريات خارج قواعدنا. أنا أستمتع بكل لحظة. قبل ذهابي إلى النوم، أعتقد أحيانًا أن هذا كله مجرد حلم. اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز هو ما كنت أحلم به عندما كنت صبياً. إنه شعور لا يصدق.
* كيف ساعدك اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز على تحسين أدائك كلاعب؟
لقد تحسنت في الكثير من الجوانب، بدنيًا وذهنيًا. فقد تغيرت كثيراً طريقتي في اللعب. أنا ممتن للمسؤولين عن الإدارة في توتنهام - لقد جعلوني أفضل مما كنت عليه عندما كنت ألعب في البوندسليجا. التدريبات شاقة حقًا، ولكنها ساعدتني كثيراً على تحسين أدائي، سواء مع سبيرز أو مع منتخب بلدي.