في كل قصص الحب التاريخية، كان البطل بطلاً، فقط، لـأنه اختار أن يكون مؤثراً في حياة محبوبه ورفض بدور "الكومبارس" الذي يعبر عنه الحب الخفي الصامت.
هكذا اختار النجم المصري، عماد متعب، أن يكون في حياة محبوبه، النادي الاهلي المصري، فمنذ أن تم تصعيده إلى الفريق الأول عام 2004، رفض متعب واقعه كـ لاعب شاب، تبدو فرصته بعيدة إلى حد كبير في الظهور مع الفريق الأول، رفض المصير المُتوقع للكثير من اللاعبين الشبان وحتى غير الشبان، الذين لم يُزعجهم الجلوس على بنوك ودكك الاحتياط.
قرر متعب تغيير الواقع باجتهاده وإخلاصه وأخلاقه قبل هذا وذاك، وفرض نفسه على الفريق ليُطور دوره منذ ذلك الحين من لاعب شاب إلى لاعب مهم إلى أهم لاعب في الفريق.
كان اللاعب الذي هتفت له الجماهير الحمراء في كل مدرج من مدرجات كل ملعب من ملاعب مصر، يُدرك جيداً أن دور البطولة في حياة محبوبه الأهلي، يلزمه الكثير من العمل والجد وطموح لا ينتهي، فـ سعى إليه وكان له من الله ما أراد له الله.
ولمّا كان لابد لقصة متعب مع الأهلي من نهاية، كان صعباً على اللاعب الذي اختار منذ اللحظة الأولى له في الملاعب أن يكون الحبيب الأول والأوحد لمن أحب، أن يقبل بأي دور آخر في قصة عشقه الأبدي، فـ اختار آخيراً الرحيل عن الأهلي المصري، رافضاً وجوده المُهمّش في الفريق، تحت قيادة مدرب عُرف عنه بتصفيته للنجوم الكبار، لـأسباب نفسية ربما.
قصة متعب مع الأهلي ليست قصة كفاح لاعب وحسب كـ غيرها من قصص الكفاح الشهيرة للعديد من اللاعبين، لكنها قصة إصرار وتمسك بما يُحب الانسان ويبغى، في الحياة نُحب أشخاصاً ومهناً وأماكن كثيرة، لكن قصصنا أحياناً تُصبح بلا معنى حين لا نكون مؤثرين فيها ونقبل بأدوار هامشية أو نُرغم على قبولها.. فـ على كل من أحب، أي شيء، أن يحبه فقط على طريقة عماد متعب، إن أراد حقاً أن يكون بطلاً.