عبدالإله بورزيق (البطولة)

لا يختلف إثنان على أن الجمهور يلعب دورا مهما في إعطاء صورة وجمالية لمباريات كرة القدم، كما لا يمكن أن يجادل أحد في كون الجماهير تبقى ملح المستديرة التي لا يمكن أن تكتمل الفرجة بدونها.


وجماهير كباقي الجماهير المغربية لعبت دورا حاسما خلال فترة سابقة في تحفيز لاعبي الفريق الدكالي من أجل عودته أولا إلى القسم الأول، كما كانت دائما السند خلال مجموعة من المباريات الحاسمة سواء في الدوري الاحترافي أو كأس العرش، هذه الأخير التي لعب فيها دورا فعالا من أجل إحرازه موسم 2013 رفقة الجزائري عبدالحق بنشيخة لتتأثت خزينة النادي بأول لقب منذ تأسيس الفريق الجديدي في حي الصفاء بمنزل عائلة منديب سنة 1956، إلا أن هذه الجماهير ستهجر مدرجات العبدي في سابقة هي الأولى من نوعها في مدينة الجديدة، خصوصا وأن عشق الفريق الجديدي أو "المهيبيلة" كما يحلو لسكان مدينة مزغان تسميتها يسكن النفوس الدكالية.


عزوف طُرحت معه مجموعة من التساؤلات والعديد من علامات الاستفهام، كما أن الأجوبة التي كانت تتردد في هذا الصدد لم تكن مقنعة حيث يتم ربط هذا الأمر تارة بأن "شميشة" تشكل ضغطا على لاعبي الفريق من خلال تواجد الجمهور الخصم بها، وبالتالي وجب أن يكون الدكاليون في هذا المكان للضغط على المنافس، وتارة أخرى يؤكد البعض على أن المسألة تتعلق بأمن الملعب وسلامة الجمهور.


وفي هذا الصدد حاولت "البطولة" تجميع المعطيات وربط الاتصال بكافة المتداخلين في هذه القضية لتقريب الجمهور الرياضي الجديدي خاصة والمغربي عامة من الأسباب الحقيقية وراء هذا العزوف كل من موقعه، سواء الجماهير الدكالية أو مكتب مسير أو المدرب عبدالرحيم طاليب.


المدرج الجنوبي الطريق الأمثل نحو العيون

في اتصال هاتفي لصحيفة "البطولة" مع العديد من محبي الدفاع الجديدي وجماهير النادي بمن فيهم أعضاء في مجموعة "كاب صولاي" الفصيل المساند لفريق الدفاع الحسني الجديدي، أجمعوا كلهم على أن أساس المشكل في عزوف الجمهور لملعب العبدي يكمن أساسا في تصرفات المكتب المسير لفارس دكالة تجاه فئة معينة من الجماهير، مبرزين في الوقت نفسه أن الدعاوى القضائية التي باشرها رئيس النادي مباشرة بعد توليه رئاسة النادي كانت بمثابة الوقود الذي أشعل فتيل الحرب بين الطرفين قبل أن يصدر بعدها قرار منعهم من ولوج المدرج الجنوبي لدواعي أمنية، لتنطلق الاحتجاجات وينطلق معها هجران مدرجات العبدي.


وأكد جل من استفسرتهم "البطولة" عن الأسباب الحقيقية وراء فراغ المدرجات بعيدا عن لغة الخشب، أن الأمر يتعلق بحسابات شخصية ضيقة، جعلت القرار يصدر في حقهم بمنعهم من ولوج الكورفا سود، وإلصاقها بدواعي أمنية في حين أن تأمين انتقال الجمهور الزائر عبر المخيم الدولي مرورا بشارع بغداد سيكون أكثر أمنا من مرورهم من المخيم الدولي عبر شارع المسيرة خصوصا وأن هذا الشارع يعرف كثافة سكانية من أبناء حي سيدي موسى والذين يدخلون في مشاجرات دائمة مع الزوار، بفعل الاحتكاك معهم عند إحدى الدكاكين المتواجدة بهذا الشارع.


وأشار المتدخلون سالفي الذكر، أن جلهم بات يتخوف من ولوج الملعب أيضا حتى لا تطالهم المتابعات القضائية من قبل المكتب المسير لفريق الدفاع الجديدي، علما أن حب الدفاع الجديدي يجمعهم جميعهم ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يتم التشكيك فيه.


وصبت كافة آراء الذين استجوبتهم البطولة من بعض الجماهير الجديدية إلى أن قرار منعهم أيضا من متابعة تداريب الفريق كان بدوره سببا آخر في ترك مدرجات العبدي فارغة، بالإضافة إلى غياب التواصل مع الجماهير الجديدية من طرف المكتب المسير للفريق الجديدي.


عبداللطيف المقتريض رئيس الدفاع الجديدي: حب الفريق لا زمان ولا مكان له

أوضح عبداللطيف المقتريض رئيس فريق الدفاع الجديدي لكرة القدم، في تعليقه عن ظاهرة العزوف الجماهيري التي بات يعيشها ملعب العبدي، أنه باستثناء ثلاثة أندية في المغرب التي تتوفر على قاعدة جماهيرية كبيرة فإن باقي الملاعب الرياضية تعيش عزوفا جماهيريا شأنها في ذلك شأن الدفاع الحسني الجديدي.


وأضاف المقتريض أن الملاعب الوطنية باتت تفتقد تواجد العائلات التي كانت تأتي إلى العبدي لمتابعة مباريات الفريق، وهذا راجع بالأساس إلى الكلام الساقط الذي تتفوه بعض الجماهير، والشغب الذي أضحت تعيشه مجموعة من الملاعب الرياضية، هذا من جهة أما من جهة ثانية فالمشكل بات يخص مدينة الجديدة أكثر من أي مدينة أخرى، فكما تعلمون فارس دكالة أمسى يلعب على ثلاث واجهات هذا الموسم منها البطولة والكأس إضافة إلى كأس الاتحاد الإفريقي حيث حقق الفريق الجديدي مجموعة من المكتسبات، إضافة إلى تحقيقه مركز الوصافة وراء الوداد الرياضي وتأهله إلى نصف نهائي الكأس ومع ذلك لم تؤازر الفريق بعض من جماهيره التي كانت تتحجج بانعدام المرافق الصحية بملعب العبدي، ومن ثمة قمنا بإصلاحها وجعلنا الملعب في حلة جديدة تسر الناظرين ومع كل ذلك استمر هذا العزوف الجماهيري، وبعد إصلاحنا للمرافق تحدثت بعض الجماهير عن غلاء التذاكر فقمنا بتخفيض هذه الأثمنة من خلال وضع بطائق الاشتراك السنوية رهن إشارة الجميع وحددنا أثمنتها في 200 درهم للشخص أما في حالة اقتناء هذه البطائق من خلال مجموعات فحددنا أثمنتها في 150 درهما مما سيجعل ثمن المباراة الواحدة في حدود 10 دراهم وبالتالي لم يعد هناك أي عذر آخر للتحجج به.


وأوضح رئيس النادي الجديدي أنه فيما يتعلق بمسألة جمهور المجموعات أو ما كان يسمى بـ"الألتراس"، هنا وجب توضيح مسألة واحدة هي أن الفريق ينبغي وضعه فوق كل الاعتبارات بحيث مسألة تشجيعه لا زمان ولا مكان لها، وبالتالي فجزء من هذه الجماهير تشبث بمطلب جلوسهم في المدرج الجنوبي باعتبار أن "الألتراس" لا يجلسون في أي مكان آخر من غير الفيراج حيث رفضوا الجلوس بمدرجات أخرى غير ذلك المدرج، وهو ما لا يمكن الاستجابة له في الوقت الحالي خصوصا وأن الأمر يتعلق بمسألة أمنية تكمن في تأطير الجمهور الزائر وتأمين سلامة دخوله وخروجه من الملعب من قبل المصالح الأمنية، وهذا ما لم يقبله جزء من الجماهير التي أكدت أن ذلك المكان هو لها خصوصا بعد إجرائهم لقرعة فيما بينهم مع المجموعة الأخرى بعد المصالحة التي تمت بينهم وهو أمر رحبنا به جميعا، كما أن مسألة ولوج المدرج الجنوبي تبقى حقهم، لكن بالنسبة لنا نحن كمكتب مسير فالأمر يتعلق بمسألة أمنية وهو ما لا يمكنني التدخل فيه أو تحمل مسؤوليته، وهنا أتوجه برسالة خاصة إلى هذه المجموعات بالعمل على وضع مصلحة الفريق ومسألة تشجيعه فوق كل الاعتبارات.


وأشار المقتريض إلى أن هناك عوامل أخرى مرتبطة بظاهرة العزوف الجماهيري والتي تتعلق ببعض المواقع التي شنت حملة تشويش على الفريق الجديدي، وتشويه سمعته وبالتالي يبقى هذا الأمر عاملا من العوامل التي جعلت مدرجات العبدي فارغة من بعض الأنصار، دون إغفال الحديث عن دور الجمعيات المحبةفي التأطير والتي أغفلت بدورها هذا الجانب لاسيما فيما يتعلق بمسألة تشجيع الفريق وانتقاده بعيدا عن استعمال الألفاظ النابية، إضافة إلى دور الإعلام المهم في التأطير والتوجيه، وبعد ذلك يأتي دورنا نحن كمكتب مسير، من خلال سهرنا على توفير وسائل الراحة اللازمة لدخول الجماهير إلى الملعب والجلوس في المدرجات بشكل يجعلهم في راحة تامة، فنحن كمكتب نفعل ما يرضي الله ويرضي ضميرنا.


طاليب لـ"البطولة" : الدافع الجماهيري أساس نجاح أي فريق

في تصريح خص به "البطولة" أشار الإطار الوطني عبدالرحيم طاليب مدرب الدفاع الجديدي إلى أنه للفوز بالألقاب لابد من التوفر على دافع جماهيري، وأضاف قائلا :"كما لاحظتم خلال الموسم الماضي خلال مواجهتنا للوداد ونهضة بركان غابت عنا المساندة الجماهيرية، في الوقت الذي كان جمهور الخصم يساند ناديه بالآلاف في حين كانت تؤازرنا قلة قليلة لا تتعدى المائة أو مائتين مشجع، نصفها كان غير مقتنع بأداء الفريق، وهو أمر أثر على أداء لاعبينا في العديد من الأوقات، في الوقت الذي تتنقل فيه جماهير كالرجاء والوداد البيضاويين خارج ديارها بالآلاف".


وتمنى مدرب الدفاع الجديدي في نهاية حديثه إلى "البطولة" بأن ينجح كما كان خلال السنة الفارطة والذهاب إلى أبعد ما يكون في البطولة والكأس، والكأس الإفريقية، وما يلزم الجمهور الجديدي الحقيقي هو الصبر على فريقه لأن عمره شهرين فقط حيث غادره مجموعة من اللاعبين.


وقال طاليب "خضنا لقائين فقط ونحاسب ولست أدري على ماذا سنُحاسب، لقائين حصلنا فيهما على أربع نقاط تبقى مهمة جدا في وقت أندية كثيرة خاضت خمس مباريات ولازالت لم تجد الإيقاع المناسب ولهذا أتمنى من الجمهور أن يحاسبنا بعد ثلاثين دورة إن شاء الله".


وأضاف طاليب "الجمهور الجديدي يؤمن بقدرات ناديه ويعرف عبد ربه تمام المعرفة، خصوصا وأنني كنت مهندس الصعود من القسم الثاني، كما أنني تركت فريقا لعب لعشر سنوات، ناهيك عن تحقيقنا لمركز الوصافة الموسم الماضي والتأهل لنصف نهائي كأس العرش الموسم الماضي والموسم الجاري، وبالتالي فأنا أتوجه برسالة إلى الجمهور الجديدي أطالبه من خلالها بضرورة تفادي أصحاب الأقنعة وموقدي الفتنة التي يريدون بها الضرر للفريق الجديدي، وكذا أصحاب الحسابات الفيسبوكية الوهمية المختبئة وراء أجهزة الحاسوب والذين يتدخلون في كل شيء بما في ذلك خطة المدرب وهم بالمناسبة قلة قليلة ومعروفون ببغضهم للطاقم التقني واللاعبين والمسيرين، ولهؤلاء أقول كفوا عن غيكم وعودوا إلى رشدكم."