محرز ثعلب الصحراء المتألق يتحدى أفريقيا - El botola - البطولة

محرز ثعلب الصحراء المتألق يتحدى أفريقيا

عن "الكاف"
13 يناير 2017على الساعة19:00

البطولة (متابعة - عن "الكاف")

هذه هي التعويذة السائدة في ساراسيل، مشروع الإسكان القاطن شمال باريس والذي يضم مجموعة من المباني العالية التي بنيت في الخمسينيات والستينيات أساساً ليسكنها المستوطنون الفرنسيون القادمون من الجزائر.


في هذه المدينة التي تقع 16 كيلومتراً (10 أميال) شمال باريس ولد ونشأ الدولي الجزائري، الذي فاز بالدوري الانجليزي الممتاز مع ، وسيكون واحداً من نجوم المقبلة. في فريق AAS ساراسيل، أول نادي لمحرز، يبدو كل اللاعبين الصغار الذين يتمنون أن يكونوا لاعبي كرة قدم أميل لاستخدام القدم اليسرى، على غرار مثلهم الأعلى الذي يبلغ من العمر 25 عاماً.


على أرضية أحد الملاعب بنادي ساراسيل الرياضي، يتحدث الجميع في فريق تحت 16 عاماً عن محرز، والإشادة تبدو عالية دون أي مفاجأة.


سيكو ويانيس، لاعبا وسط مهاجمين على الجهة اليسرى، عبرا عن إعجابهما بالطريق الذي مهده لاعب تجاهله الكثيرون طويلاً كشاب بسبب بنيته الضئيلة.


محرز استمر في الفريق الثاني أو الثالث لساراسيل الذي لعب في منطقة باريس حتى أتم 18 عاماً قبل أن ينتقل لإنجلترا بعدها بهمس سنوات بعد فترات مع مويمبر ولو هافر.


محمد، لاعب أعسر آخر يتحدث عن "أسلوب الشارع" الذي ظل محرز يمارسه بالرغم من كونه لاعباً محترفاً. وقال "حين يكون أمام لاعب، تعرف أنه سيراوغه. هذا هو تخصصه وأنا أحب ذلك. تخيل أنك تواجه مدافعاً وتتجاوزه وتغير اتجاهاتك فيسقط هو، ويصاب الجمهور بالجنون! هذا رائع للغاية".


فيصل عبد الوهاب (23 عاماً) صديق طفولة محرز أصر أن "كل شيء بدأ هنا". وتذكر فيصل بمرح عارم "كل شيء يقوم به مع المدافعين في انجلترا كنا نحن من تلقيناه في بداياته. المراوغة والتجاوز الذي قام به أمام مانشستر يونايتد، إرسال لاعب تشيلسي سيزار أزيبيلكويتا للجهة الخاطئة، أو إسقاط مارتن ديميكيليس على الأرض".


** "مصدر للفخر"

فيصل لم يشأ أن ينسى أهمية جائزة لاعب العام في أفريقيا التي حصدها محرز ذو الجنسيتين الذي نشأ في "أكثر مدينة متعددة الجنسيات في العالم!".


محمد كوليبالي، مدرب ساراسيل الحالي قال "أن ينجح شخص من ساراسيل في التألق على المستوي العالمي هو مصدر فخر كبير بالنسبة لنا. لا يجب نسيان الجامب الفرنسي لأن محرز يبقى فرنسي - جزائري. هو واجهة جيدة للمدينة. هذا يؤكد أن هناك مواهب في الرياضة. نتمنى أن يظهر ذلك في مناطق أخرى أيضاً".


أصدقائه في ساراسيل جميعاً أكدوا أن محرز منذ كان في سن صغيرة للغاية كان مقتنعاً بأنه سينجح، حتى حينما ازدادات الأمور صعوبة.


هايل مبيمبا (30 عام)، والذي عمل مشرفاً على الصغار بمدرسة محرز الثانوية شانتيرين قال "غالبية الصغار في جيله وقعوا لأندية إلا هو. وبالرغم من ذلك أقسم محرز بحياته وبحياة والدته أنه سيصبح محترفاً. لم نشعر بالتفاؤل وقتها لمنه حقق ذلك الآن، وكل ما نحمله له هو الاحترام".


تعطش محرز للنجاح زاد عقب وفاة والده الجزائري أحمد الذي كان أكبر داعميه في 2006. شقيقه الأكبر وحيد (30 عاماً) قال "هذا منحه القوة. قام بذلك من أجله ومن أجلي ومن أجل الأسرة". حينما اختار تمثيل الجزائر كان يفعل ذلك "من أجل والده".


سفيات الصغيري، صديق طفولة آخر لمحرز أضاف "ما صنع الفارق هو أنه كان دوماً يريد كرة معه. حينما تكون في سن 16 إلى 18 وتذهب للخارج، ترغب في بعض المرح مع الأصدقاء، وأن تخرج برفقة الفتيات. رياض كان يلعب الكرة، ولهذا هو متفرد".


** "تأثير محرز"

بالرغم من تجربة اختبار غير ناجحة في اسكتلندا حين كان في الـ18 إلا أن صبر محرز أثمر أخيراً حينما وقع لفريق القسم الرابع كويمبر، قبل أن يغادره لفريق القسم الثاني لو هافر بعدها بعام.


ليستر، الذي كان يلعب بالدرجة الثانية خطف محرز مقابل 400 ألف جنيه استرليني في 2014، والبقية أصبحت من التاريخ.


الثعالب فازوا بدوري القسم الثاني ليجد محرز نفسه في الدوري الممتاز، وشارك في 30 مباراة مع الفريق الذي تفادى الهبوط في موسمه الأول بين الصفوة، قبل أن يتألق في موسم 2015-2016 المظفر.


أداء محرز منح الجزائري الدوري المركز السابع في تصويت أفضل لاعب في العالم. نجاحه لم يمر مرور الكرام في ساراسيل.


وقال فيصل "ربما يكون هناك تأثير محرز الذي جعل كشافين انجليز يأتون إلى هنا. لاعبان من صغارنا هنا وقعا للتو، أحدهما في نوتنجهام فورست والآخر في مانشستر يونايتد. والأمر لم ينته بعد"، مشيراً إلى ما يقرب من 30 لاعباً بالنادي واصلوا طريقهم كمحترفين.


ومن قال أن الأفضل لم يأت بعد؟ معلم محرز السابق بالمدرسة هايل قال "نحن ننتظر رحيل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو ثم لنتحدث بعد ذلك مجدداً عن الكرة الذهبية" دون أي لمحة من السخرية.

طاغات متعلقة

أخبار ذات صلة