بقلم | محمود علي

 

بات فريق الإنجليزي حديث العالم كله، بعد الطفرة الكبيرة التي حققها هذا الموسم في الدوري الإنجليزي، ونجاحه في تصدر المسابقة قبل نهايتها بـ أربع جولات، وهو الذي كان يُصارع على البقاء في النسخة الماضية من المسابقة.

 

فـ بميزانية صغيرة، تمكن المدرب الإيطالي، كلاوديو رانييري، من بناء فريق متماسك بمجموعة من المواهب الشابة، حقق به ما يُمكن وصفه بـ"الإعجاز" هذا الموسم بالدوري الإنجليزي، فضلاً عن ضمان المشاركة في النسخة المقبلة من دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى.

 

لكن الجانب السلبي لهذا المشروع يكمن في مطاردة كبار أندية أوروبا لمعظم المواهب التي صعدت بـ ليستر إلى السماء هذا الموسم، والعروض المالية المُغرية التي ستكون بانتظارهم في الصيف، وضعفهم المتوقع بطبيعة الحال أمام أرقام مالية ضخمة لم يتوصلوا بها من قبل.

 

وفي السطور القادم سنستعرض معكم أبرز خمسة مطلوبين من ليستر من قبل عمالقة أوروبا في الميركاتو الصيفي القادم، من أجل السطوع معهم عالمياً مستقبلاً..


رياض محرز

برز رياض محرز بشكل غير عادي مع ليستر هذا الموسم تحت قيادة المدرب كلاوديو رانييري، بعد أن كان على مدى عام ونصف مروا على انتقاله للفريق من لوهافر الفرنسي لاعب بدا عادياً مع المدرب السابق لـ ليستر نايجل بيرسون.

 

فقد نجح الدولي الجزائري في استغلال الثقة الكبيرة التي منحها له رانييري في التعبير عن نفسه بقوة على أرضية الميدان، وبرهن على ذلك بتسجيل 16 هدفاً هذا الموسم، ما جعله واحداً من أهم أهداف عمالقة برشلونة  في إسبانيا.

 

ولا تبدو منافسة الثلاثي ميسي وسواريز ونيمار، سيئة بالنسبة لمحرز، إن أراد الرحيل عن إنجلترا في الصيف صوب إسبانيا، خاصةً وأنه في الأصل مُشجع مُتحمس للفريق الكتالوني، لكنه قد يُفضل البقاء وسط الأجواء الإنجليزية التي تأقلم جيداً عليها ولو في ناد آخر، وهو مطلوب في أكثر من فريق أبرزهم آرسنال وتوتنهام ومانشستر سيتي.

 

في جميع الأحوال، من المسلم به، أن محرز يطمح في اللعب لمستوى أعلى، بعد أن حقق هذا الموسم ما قد لا ينجح ليستر في تحقيقه مرة آخرى.

 

جيمي فاردي


إذا بلغت الـ 25عاماً من عمرك ووجدت نفسك مازلت تلعب في الدرجة الثامنة الإنجليزية، ماهو أفضل ما يُمكن أن تأمل به بعد ذلك؟ لمعظم الناس، ليس كثيراً.

 

لكن فاردي كان واحداً من المختلفين، سواء ساعده التوفيق في ذلك أو دلّه اجتهاده عليه، المهم أنه نجح في تغيير مساره تماماً ليُصبح الآن واحداً من أهم اللاعبين في الدوري الإنجليزي، وحتى في العالم.

 

كان فاردي حتى عام 2010 يلعب في الدرجة الثامنة الإنجليزية في صفوف فريق ستوكسبريدج، والذي انتقل منه إلى  فليتود تاون، لكن النقلة التي لن ينساها في حياته، كانت حين انضم إلى صفوف ليستر سيتي عام 2012 وهو يلعب في الدرجة الثانية.

 

وبقي فاردي مع ليستر حتى تأهل الفريق إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يستغرق سوى موسم واحد لإثبات ذاته ووضع اسمه جنباً إلى جنب مع نجوم "البريميرليج"، بفضل 22 هدفاً ساهم بهم في تصدر فريقه للائحة الترتيب حتى الآن.

 

قد يفوز ليستر بالدوري وقد لا يفوز، لكن المؤكد أن صاحب الـ 29 عاماً سيكون مستهدفاً في الصيف للعديد من أندية أوروبا، والتي لن تقل عن أندية من نوعية تشيلسي ويوفنتوس، ولم لا ريال مدريد، الذي ربطته تقارير سابقة به بالفعل.


نجولو كانتي

انتقل كانتي إلى صفوف ليستر سيتي في موسم تأهله للدوري الإنجليزي الممتاز، قادماً من فريق كان الفرنسي، الذي قضى عامين بين صفوفه.

 

ورغم أن البالغ من العمر 25 عاماً كان يلعب في فرنسا في مركز الجناح، إلا أنه أجاد بشكل لا مثيل له في خط الوسط الدفاعي، ونجح بقدراته المميزة في أن يكون نقطة انطلاق لهجمات فريقه برؤية رائعة وبلمسة بسيطة لا يمتلكها كثيرون، ليكون أحد أهم أسلحة ليستر هذا الموسم مع محرز وفاردي، على الرغم من أنه كان يُمكن أن يكون لاعباً لـ وستهام، بعد أن كشف مدربه سلافن بيليتش، عن أنه كان على مقربة من التعاقد معه قبل انتقاله إلى ليستر، لكن الآخير على ما يبدو كان يتمتع بالكثير من الحظ.

 

وسواء أراد كانتي البقاء في ليستر أو لم يرد بالموسم المقبل، فإن لديه قائمة طويلة من المعجبين أمثال برشلونة وباريس سان جيرمان وآرسنال وتوتنهام وليفربول وتشيلسي، سيكون بالتأكيد إضافة إلى أي منهم.

 

كاسبر شمايكل


لا شك بأن كاسبر شمايكل حمل إرثاً ثقيلاً طالما وضع الكثير من الضغوط والعراقيل أمامه، فكان يكفي أنه نجل أسطورة حراسة المرمى بيتر شمايكل.

 

لكن كاسبر نجح في قطع شوط كبير لـإثبات ذاته، بعيداً عن اسم والده، منذ أن شق طريقه في صفوف شباب مانشستر سيتي وحتى وصوله إلى ليستر سيتي، الذي خاض معه طريق الصعود للدوري الإنجليزي.

 

وبعد موسم أول قضاه البالغ من العمر 29 عاماً على بنك الاحتياط، أصبح في الموسم التالي حامي عرين الفريق بفضل جده ومثابرته، ومنظومة دفاعية ناجحة من أمامه لا يغفلها أحد.

 

وربما يكون الصيف القادم هو التوقيت المناسب لـ "شمايكل الصغير" للبحث عن وجهة آخرى منطقية جداً، يضمن خلالها اللعب في مستوى أفضل، يُنافس به إرث والده الثقيل.

 

بالفعل هناك بعض الأندية الراغبة في الحصول على خدمات كاسبر، منها تشيلسي وليفربول، لكن بالتأكيد القائمة ستتوسع في نهاية الموسم، رغم أن ليستر سيبذل كل ما في وسعه للإبقاء عليه.

 

داني درينكووتر


على الرغم من أن داني درينكووتر، هو خريج أكاديمية مانشستر يونايتد، إلا أنه لم يحصل على فرصة للعب في مسرح الأحلام، واضطر للخروج بحثاً عن اللعب كمُعار لفرق من أمثال كارديف، هدرسفيلد، واتفورد وبارنسلي، قبل أن يستقر في نهاية المطاف في ليستر.

 

لعب داني لـ ليستر في شكل إعارة في بداية الأمر، قبل أن ينتقل إليه بصفة نهائية ويبدأ معه رحلة البحث عن التأهل للدوري الإنجليزي الممتاز.

 

وبينما كان البالغ من العمر 26 عاماً يسعى مع رفاقه وراء ذلك الحلم، كان مانشستر يونايتد يحتفل بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي في عام 2013.

 

واليوم وبعد مرور ثلاثة أعوام، أصبح درينكووتر واحداً من المساهمين في اعتلاء ليستر لصدارة الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق 12 نقطة كاملة عن فريق صباه، بعد أن بات قوة دافعة في خط وسط الفريق وتدرج بمستواه حتى وصل إلى المنتخب الإنجليزي.

 

في هذه الأثناء، بدأت الكثير من الأندية التودد لـ درينكووتر، بعد صعوده إلى الشهرة، بعد أن أزال ليستر الغبار عنه، إلا أنه في الوقت ذاته فضل إضفاء بعض الغموض على مستقبله حين رفض الحديث عنه في وسائل الإعلام حتى نهاية الموسم.