جمال ملكي (البطولة)
من هو جيمي فاردي؟ يبدو أن هذا السؤال، لم يطرحه عشاق المستديرة، الذين يتابعون مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز بالخصوص، بحيث يعتقد البعض، أنه لاعب مثل باقي اللاعبين، أي أنه تدرج في الفئات الصغرى لنادي معين، قبل أن يحط الرحال في صفوف ليستر سيتي، الذي أصبح معه ينافس على لقب هداف "البرمير ليغ" في موسمه الحالي.
إلا أن جيمي فاردي، ليس مثل باقي اللاعبين، كما أن قصته، تستحق أن تكون عبرة، لكل شخص فقد الأمل في تحقيق حلمه، كيف لا و "جيمي"، كان قد قرر الإبتعاد عن كرة القدم، بغية البحث عن عمل يوفر به "لقمة عيشه"، قبل أن يعود لهوايته المفضلة "كرة القدم"، ويصبح أحد نجومها في الموسم الحالي 2015-2016.
** تألق فاردي جاء في وقت متأخر
صحيح أن تألق فاردي جاء في وقت متأخر من عمره، بحيث لم يشتهر إلا وعمره 28 سنة، لكنه لم يفقد الأمل، وواصل الإجتهاد إلى أن أصبح نجما، ورفع من قيمته المالية، وهو الذي لم كان يساوي 1000 يورو، إلى أن أصبحت قيمته في السوق، تساوي أكثر من 20 مليون أورو. إسم فاردي أصبح موجودا في كل مكان، في الصحف، في دكة بدلاء المنتخب الإنجليزي، إلا أن الأهم، هو تواجده في ترتيب هدافي "البرمير ليغ"، بحيث أنه يحتل المركز الثاني، بـ21 هدفا، وراء صاحب الصدارة هاري كين (22 هدفا).
** بدايات جيمي فاردي
فاردي ولد بمدينة شيفيلد (سنة 1987)، وفي سنة 2002 (15 سنة)، إلتحق بمركز تكوين فريق "شيفيلد ويدنيزداي"، الذي غادره في نفس السنة، وذهب بعدها للبحث عن عمل. في السنة التي بعدها (2003)، وبإصرار من أحد أصدقائه، عاد إبن شيفيلد للمارسة، ووقع على عقد مع فريق "ستوكسبريدج بارك ستيلز"، الذي بقي في صفوفه إلى غاية 2007. في هذه السنة (2007)، إلتحق بالفريق الأول، حينها أبان على مؤهلاته التهديفية. ومنذ ذلك الحين، قضى فترات إعارة ببعض الأندية، قبل أن يستقر به المقام في فريق "هاليفاكس" مقابل 20 ألف يورو. وفي موسم 2010-2011، سجل جيمي 22 هدفا، وساهم في فوز فريقه بلقب الدوري الإنجليزي في درجته السادسة.
موسم 2011-2012، إنتقل فاردي لفريق "فليتوود تاون" (الدوري الإنجليزي في درجته الخامسة)، وهناك قدم موسما رائعا، بحيث أنه سجل 31 هدفا، من أصل 36 مباراة خاضها في الدوري. وسجل ما مجموعه 34 هدفا، في 40 مباراة. بعد هذا الموسم الرائع، كان فاردي محط اهتمام بعض الأندية في الدرجة الثالثة، في شهر ماي من سنة 2012، إنتقل لنادي ليستر سيتي، ومن هناك بدأ الحلم... في تلك السنة، وقع فاردي على عقد مع ليستر سيتي، يمتد لـ3 سنوات، حينها أصبح محترفا.
** فاردي وجد صعوبة في التأقلم مع ليستر سيتي
بدايات فاردي مع ليستر سيتي كانت صعبة، بحيث سجل 4 أهداف في 26 مباراة، وفكر حينها في مغادرة الفريق، بعد كثرة الإنتقادات. إلا أنه استطاع أن يتخطى تلك المرحلة الصعبة، وأصبح عنصرا أساسيا في تشكيلة المدرب نيغيل بيرسون.
العمل الجاد، كان عنوان جيمي فاردي. بحيث إستطاع تخطي العديد من المراحل، قبل أن يساعد ليستر سيتي على الفوز بالدوري الإنجليزي "الدرجة الثانية"، والعودة بالفريق لمنافسات "البمير ليغ" سنة 2014. جيمي لم يكن يوما يتوقع الوصول إلى النجومية، وحين بلغ سن الـ28، أصبح رفقة أصدقائه في ليسر ينافسون في لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، كما أنه يشكل اهتمام أكبر الأندية الإنجليزية.
فاردي الذي يبلغ حاليا من العمر 29 سنة، وهو السن الذي ينخفض فيه مستوى المهاجمين، إستطاع أن يقوم بالعكس، وانفجر في وقت قصير، وارتفعت قيمته في سوق الإنتقالات، كما أنه يشكل اهتمام ريـال مدريد، مانشستر يونايتد، ناهيك عن فرق أخرى.
** الإلتحاق بالمنتخب الإنجليزي
طموح جيمي فاردي، لم يتوقف عند حد اللعب في "البرمير ليغ"، بل تجاوزه لأبعد نقطة، وذلك بعدما تمت المناداة عليه للمنتخب الإنجليزي، وسجل أول هدف له بقميص منتخب بلاده، يوم 26 مارس 2016، في مباراة ودية ضد منتخب ألمانيا، ثم عاد ليسجل الهدف الوحيد لمنتخب "الأسود الثلاثة" أمام هولندا.
6 أشياء يجب معرفتها عن جيمي فاردي
1- فتى مشاغب:
في يوم من الأيام، دخل فاردي في شجار بإحدى الملاهي الليلية، واعتدى على أحد الأشخاص هناك، ليتم الحكم عليه، بدخول المنزل قبل وصول الساعة السادسة مساء، وذلك ما أثر على حياته كلاعب لكرة القدم، بحيث كان يضطر لعدم إكمال مباراة فريقه، ويتم تبديله في حدود الدقيقة الـ60، وذلك للعودة إلى المنزل وعدم تجاوز الوقت المحدد (السادسة مساء).
2- الإشتغال في مصنع للفحم:
ظروف فاردي العائلية، دفعته لاعتزال كرة القدم وعمره 15 سنة، بحيث بعدما استغنى عنه فريق "شيفيلد ويدنيزداي"، قرر العمل وكسب لقمة عيش، قبل أن يعود في 2003، للمارسة، بإصرار من أحد أصدقائه، كما سبق وأشرنا.
3- من 1000 يورو إلى أكثر من 20 مليون يورو:
جيمي فاردي الذي جاور العديد من أندية الهواة في إنجلترا، كانت قيمته المالية لا تساوي أكثر من 1000 يورو، ثم بعدها ارتفعت قيمته، إلى أن أصبحت 1 مليون يورو، المبلغ الذي انتقل به إلى ليستر سيتي سنة 2012، وها هو الآن رفع من قيمته، التي أصبحت تساوي أكثر من 20 مليون أورو.
4- أصبح محترفا وعمره 25 سنة:
في سنة 2012، إنتقل جيمي لفريق ليستر سيتي، حينها وقع على أول عقد احترافي في مسيرته، وكان عمره 25 سنة، وحقق بذلك حلمه، الذي ظل يراوده منذ أن كان طفلا.
5- عودة فاردي للشغب:
في يوليوز الماضي، عاد جيمي فاردي لإثارة ضجة في وسائل الإعلام، بعدما ثم ضبطه في "كازينو" بليستر، وهو يشتم شخصا آسويا، وحينها تم توجيه اتهامات له، بأنه تلفظ بكلمات عنصرية. لم يتأخر فاردي في تقديم اعتذاره، إلا أن ذلك لم يمنعه من الإفلات من العقوبة، وتم فرض عليه، دفع غرامة مالية كبيرة.
6- قصة حياته في فيلم:
كشفت تقارير إعلامية برطانية، أن أحد المخرجين، قرر أن ينتج فيلما، يحكي عن قصة هداف ليستر سيتي، ويقدمه كهدية لفاردي، الذي آمن بنفسه، إلى أن أصبح نجما عالميا...