المهدي بنعطية
لاعبون مغارية تألقوا في أوروبا
أحمد شكوتي (البطولة)
كثيرا هم اللاعبون المغاربة الذين سافروا من المغرب إلى أوروبا أو الذين ترعرعوا هناك، ولعبوا في دوريات القارة العجوز وكثيرا هم أيضا من بصم على التألق هناك، لكن للأسف قلة هم من حافظوا على تألقهم لفترات طويلة ليشكلون الإستثناء وشرفوا الكرة المغربية.
التقرير التالي يحاول تقديم أبرز اللاعبين المغاربة ممن بصموا على التألق وحافظوا عليه في سماء القارة الأوروبية.
"الجوهرة السوداء" بنمبارك أول المتألقين
لعربي بنمبارك بدون منازع أول لاعب مغربي داعب الكرة كأساطير العالم، وتاريخه مع المستديرة يشفع له لا محالة ليكون بين اللاعبين الذين أسهموا بقسط وافر، لتكون كرة القدم الرياضة الشعبية الأولى في العالم، وهو أيضا أول لاعب مغربي ينتقل إلى فريق أوروبي بمقابل مادي حيث إنضم إلى فريق أولمبيك مرسيليا الفرنسي مقابل 44 ألف فرنك فرنسي.
وهو أيضا أول مغربي إبان الحماية الفرنسية للمغرب ينضم إلى الديكة بعد قدم أوراق إعتماده كلاعب موهوب قادما من الأزقة الشعبية لمدينة الدار البيضاء، ليلتحق بالمنتخب الفرنسي في العام 1938 وبرفقته كان أول مغربي يشارك في مباريات "حلم العالم" كأس العالم حينما شارك في مباراة المنتخب الفرنسي أمام المنتخب المكسيكي في مونديال 1954 وإنتهت بفوز رفاق الجوهرة.
كل الإشعاع أخده الأسطورة المغربية بنمبارك مع فريق أتليتكو مدريد الإسباني حينما قاد اللاعب المغربي فريق الروخي بلانكوس إلى إنهاء هيمنة أندية ريَال مدريد، إفسي برشلونة وخيخون على الدوري الإسباني والفوز بلقبي الليغا لعامي 1950 و1951.
وبعدها مباشرة عاد الجوهرة إلى فريق أولمبيك مرسيليا ليبصم على مزيدا من تألق، تألقا فاد به الفريق إلى ليكون طرفا في المباراة النهائية لكأس فرنسا للعام 1951 والتي خسرها الفريق أمام فريق نيس.
بادو الزاكي .. الحارس الأمين
بادو الزاكي أبرز حارس عرفه المغرب بنظر العديد من المهتمين بشؤون "الجلد المدور"، ورمزا من رموز كرة القدم المغربية، إشتهر بتدخلاته الحاسمة ومرونته الفائقة.
مع فريق الوداد البيضاوي و المنتخب الوطني المغربي أبان الحارس الأمين عن علو كعبه في المركز الذي يشعله داخل المستطيل الأحمر، تألقا دفع بفريق ريَال مايوركا إلى طلب وده وتعاقد مع، وذاك الذي كان حيث إنتقل الحارس الزاكي إلى الليغا الإسبانية عبر بوابة الفريق.
ومع مايوركا على ذات نهج التألق إستمر توهج الزاكي ليتم إختياره كأفضل حارس مرمى في الليغا لثلاثة مواسم وهي: 1987/1986، 1988/1989 و1989/1990، وأحرز في الموسم الكروي 1987/1986 جائزة أحسن لاعب أجنبي في الدوري الإسباني.
وفي العام 1991 ساهم في وصول فريقه مايوركا إلى نهائي كأس ملك الإسباني لأول مرة في تاريخ الفريق وهو العام الذي تصادف ومنح الزاكي شارة عمادة الفريق عرفانا لما قدمه الحارس للفريق.
وحينما كان يهم الحارس الزاكي برحيل عن الفريق الإسباني والعودة إلى المغرب، فريق مايوركا أبى إلا أن يكرم اللاعب بصنع تمثال له نظيرا لما قدم للفريق، ونظير ما قدم طوال مسيرته الكروية الإتحاد الدولي لتأريخ والإحصاء وضع أفضل لاعب في إفريقيا للعام 1986 في قائمة أفضل الحراس الذين مروا عبر تاريخ كرة القدم.
نور الدين النيبت المدافع الناجح
نور الدين النيبت واحد من أبرز المدافعين المغاربة عبر التاريخ، مشوارا ناجحا مع المستديرة إستهله العميد السابق للمنتخب الوطني المغربي بفريق الوداد البيضاوي والذي توج معه بالعديد من الألقاب المحلية والقارية.
تألق سيفتح باب الإحتراف إلى النيبت في العام 1994 حيث إلتحق بفريق نانت الفرنسي وأعير بعد ذلك إلى فريق سبورتينغ ليشبونة لمدة موسمين أنهاه النيبت بالفوز بلقب كأس البرتغال.
وبعدها إنتقل النيبت إلى فريق ديبورتيفو لاكورنيا الإسباني لتكون محطته الأوروبية الأبرز، حيث كان سدا منيعا في قلب الدفاع لهجمات الخصوم، وتألق في تكسير الهجمات وإحراز أهداف حاسمة لفريق ديبورتيفو لعل أبرزها ذلك الهدف الذي أحرزه في شباك فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي مانحا الفوز لفريق بهدفين لواحد.
النيبت سار تماما على منوال "الجوهرة السوداء" ليكون ثاني لاعب مغربي يتمكن من الفوز بلقب الليغا الإسباني رفقة المهاجم صلاح الدين بصير، حيث كان فريق الديبور قريبا من الفوز بذات اللقب في عامي 1997 و1998 قبل أن يفعلها ويتوج بلقب في العام 2000.
ورفقة ذات الفريق وصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ليكون أول مغربي يتمكن من الوصول إلى ذات الدور المتقدم.
صلاح الدين بصير .. الهداف
بدأ صلاح الدين بصير أولى خطوات التألق رفقة فريق الرجاء البيضاوي، وبحساسية الهداف الذي لا يخطأ الطريق إلى المرمى أعلن نفسه مهاجما من الطراز الرفيع.
إنتقل المهاجم بصير إلى فريق ديبورتيفو لاكورنيا موقعا على عقد لمدة أربع مواسم ليجاور اللاعب مواطنيه كل من المدافع النيبت ومصطفي حجي، ورفقة فريق الديبور توج اللاعب بلقب الدوري الإسباني في عام 2000.
وبالرغم من لعنة الإصابة حيث تعرض اللاعب إلى إصابة خطيرة في ركبته لكنه بالرغم من ذلك فإن اللاعب واصل طريق التألق ليكون واحدا من أبرز اللاعبون الذين مثلوا المغرب على أحسن تمثيل.
مصطفى حجي .. اللاعب الموهوب
مصطفى حجي لاعبا موهوبا من الدرجة الرفيعة، وهو أول لاعب مغربي أخذ تكوينه الأولي في فرنسا ويقبل دعوة المنتخب الوطني المغربي، رافضا الدعوة الفرنسية جملة وتفصيلا.
اللاعب لم يفز بأي لقب مع الفرق التي لعب لها في أوروبا، غير أن تألقه المتواصل يشفع له ليكون واحدا ممن شرف المغرب في دوريات القارة العجوز، ولعل حظه العاثر مع الألقاب قد يكون سببا في ذلك حيث غادر حجي الديبور عام قبل أن يتوج الفريق بلقب الليغا الإسبانية في العام 2000.
مشوار اللاعب الملفت جعله ينال الكرة الذهبية لأفضل لاعب في القارة السمراء ليكون رابع مغربي يفوز بالجائزة بعد كل من الثلاثي أحمد فارس، محمد التيمومي والحارس بادو الزاكي، وفي العام 2011 منح مصطفى حجي جائزة اللاعب الأسطورة ليدخل بذلك ضمن اللاعبين الأسطوريين في القارة السمراء، ونال اللقب المذكور خلال حفل كبير نظمه الإتحاد الإفريقي على شرف نجوم القارة الأفريقية في ذات العام.
المهدي بنعطية .. أخر المتألقين
بنعطية بدون منازع هو أخر المتألقين في القارة الأوروبية، وذلك بعدما بدأ مشواره رفقة المستديرة في المدارس التكوينية كقلب هجوم رضوخا عند رغبة والده، قبل أن يتمركز في القلب الدفاع نزولا عند إرادته، وفي هذا المركز بصم على مستوى رفيع جعله اليوم واحدا من أبرز المدافعين عبر العالم.
رفقة فريق روما الإيطالي كانت الإنطلاقة الحقيقية والقوية ليبصم اللاعب على مستوى أكثر من رائع حيث شكل اللاعب عنصرا هاما في تشكيلة المدرب الفرنسي رودي غارسيا، وسدا منيعا أمام هجومات الفرق الخصوم، ليمنح اللاعب بنعطية عرفانا بمستواه شارة العمادة كثالث قائد للفريق، ليكون أول لاعب عربي يحمل شارة عمادة في فريق الذئاب.
وفي الصيف الماضي، وتأكيدا لمستواه كان بنعطية من بين الأسماء البارزة في موسم الإنتقالات حيث تربصت بخدماته العديد من الفرق قبل أن ينتهي به المطاف في فريق بايرن ميونيخ الألماني بقيادة المدرب بيب غوارديولا، حيث كل الأبواب مفتوحة أمامه ليحرز أولى الألقاب في مسيرته الكروية.