الفتح :حكاية فريق له تاريخ لكن بدون جمهور - Elbotola - البطولة

بدون تعليق

الفتح :حكاية فريق له تاريخ لكن بدون جمهور

13 نونبر 2014على الساعة13:36

عثمان رضى ( البطولة )

ما يثير الانتباه في كل اللقاءات التي يخوضها فريق هذا الموسم أو المواسم السابقة بالقسم الوطني الأول سواء عندما كان يخوض لقاءاته  بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله ب  أو بملعب الفتح بنفس المدينة هو غياب الجماهير الفتحية  المشجعة للفريق و المساندة له في  منافسات و إذ أن المدرجات غالبا إن لم نقل دائما  ما تكون شبه فارغة و الجماهير الحاضرة تحسب على رؤوس الأصابع.

 

 فكيف يعقل لفريق له تاريخ عريق بالبطولة الوطنية و سبق له أن فاز قبل مواسم قليلة و بكأس العرش خمس مرات و كان قاب قوسين أو أدنى من رفع درع البطولة الوطنية في نسختها الاحترافية الأولى، أن لا يتوفر على جمهور يحضر للملاعب و يساند الفريق في السراء و الضراء كما هو حال باقي الأندية المغربية، فما سبب هذا العزوف الكبير لجماهير مدينة الرباط عن مدرجات الفتح في حين تغص مدرجات الممثل الآخر للعاصمة فريق الجيش الملكي بالجماهير ؟ وكيف يتأثر الفريق الأحمر و الأبيض بغياب اللاعب رقم 12 خاصة و أن  غالبية الأندية المغربية الأخرى تتمتع بقاعدة جماهيرية مهمة و ترافق الفريق أينما حل و ارتحل؟؟

 

جمهور البيوت و المقاهي

 يفتقد الفتح الرباطي الذي يتوفر على لاعبين في مستوى عال  يعتبرون من خيرة لاعبي البطولة المغربية و جهاز تقني و إداري يتميز بالاستقرار الذي تفتقده مجموعة من الأندية المغربية، إضافة إلى مركز تكون من أحسن المراكز بالمغرب، يفتقد   إلى اللاعب رقم 12 و المحفز الأساس للاعبين و للفريق على أرضية الملعب. و يصف الكثير من المتتبعين للبطولة الوطنية من جمهور و إعلاميين محبي الفتح الرباطي بأنه جمهور البيوت و المقاهي و يفتقر لثقافة التوجه للملاعب من أجل تقديم الدعم المعنوي للفريق   و تحفيزه على تحقيقه النتائج الإيجابية.

 

 و من خلال اللقاء الأخير الذي جمع الفتح الرباطي ب برسم الجولة الثامنة من البطولة الوطنية و الذي كان قمة بكل المقاييس بحكم أن الفريقان سيلتقيان مجددا في نهائي كاس العرش بالرباط، يتضح الفراغ الكبير الذي يعيشه الفريق على مستوى المدرجات، و التي كانت على عكس التوقعات خاوية على عروشها اللهم أعداد قليلة ممن تقاطر على مدرجات ملعب الفتح،في الجهة المقابلة رافق الفريق البركان عدد محترم من الجماهير البرتقالية التي سمع صوتها و تشجيعاتها أكثر من جمهور الفريق المضيف.

و بعد أن ملت إدارة الفريق من العزوف الكبير لجماهير مدينة الرباط عن مدرجات الفريق، و كلت من انتظار عودتهم أخيرا لتقديم الدعم المعنوي و النفسي للاعبين، وصل الأمر بإدارة الفتح الرباطي إلى توزيع دعوات لأولياء و آباء أطفال مدرسة فريق الفتح من أجل الحضور رفقة أطفالهم إلى اللقاء الأخير الذي جمع الفريق بنهضة بركان، و هو إجراء نادرا ما نجد له مثيل في البطولة الوطنية.

 

ملعب الفتح : عاد الفريق و لم تعد الجماهير

   من بين الأسباب التي كان يقال على  أنها تحول دون قدوم الجماهير الفتحية  إلى مدرجات الفريق هو بعد المسافة بين المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله  ووسط مدينة الرباط خاصة المناطق المعروفة بمحبي الفريق الأحمر كالمدينة القديمة و التقدم و حي الفتح و المحيط و غيرها من المناطق،  و كان يعتقد  مشجعوا الفتح أن تواجد الملعب خارج المدينة قد يعرضهم لمجموعة من الأخطار التي تهدد سلامتهم خاصة في اللقاءات التي يخوضها الفريق ليلا.

 

   و رغم كل ما يقال حينها فحب الفريق يسموا عن كل الاعتبارات والتواجد بالملاعب هو واجب يجب على الجماهير المحبة فعلا لفريقها أن تقوم به مهما كانت الظروف و العوائق، و لنا في جماهير و و و و غيرها من الجماهير المغربية العبرة و المثال  لكن الفريق عاد أخيرا إلى بيته القديم أي بملعب الفتح القريب من وسط المدينة و المناطق التي تعرف تجمعات كبيرة لمحبي الفريق، لكن الجماهير للأسف لم تعد إلى المدرجات كما كان عليه الحال في وقت من الأوقات.

 

لاعبون بدون روح معنوية

يجمع لاعبوا الفتح الرباطي على أن الفريق يفتقد حقا للاعب رقم 12 و إلى جمهور يقدم الدعم المعنوي للفريق خاصة في المناسبات الكبيرة التي يقارع فيها الفتح فرق كبيرة من قيمة الرجاء أو الوداد أو الجيش الملكي أو النادي القنيطري و الأندية المعروفة بتقاليدها الجماهيرية العريقة،ندية المعروفة بقاعدتها الجناهيرية الكبيرة فعندما تحج جماهير الخصم بكثرة لملعب الفتح يشعر لاعبوا الفريق بالغربة في الميدان وكأنهم يلعبون خارج ميدانهم و هذا بالتأكيد ما يزيد من ثقل المسؤولية و صعوبتها، مما يجعل الفريق يلعب بمركب نقص و بدون روح معنوية تدفعه لتحقيق الأفضل.

 

فالجمهور هو المرآة الحقيقة العاكسة لواقع الفريق و أدائه، و هو من يقيم أداء اللاعب، فيشجعه بكثافة عندما يكون في أوج عطائه ويطمح إلى مضاعفة مجهوداته و بدل المزيد للفريق، و ينتقده عندما يتواضع مستواه فيجتهد أكثر و يحاول أن يطور من عطائه حتى ينال رضا الجماهير و يساعد فريقه على تحقيق الأفضل.

 

لكن عندما يغيب تحفيز الجماهير و تشجيعاتها فإن اللاعبين يخوضون المباريات بمركبات نقص و بمعنويات منحطة، كما يفتقدون لمن يعترف بعطائهم و يكافئهم على مجهوداتهم التي بدلوها طوال 90 دقيقة، هذا ناهيك عن الاحتفالية التي تخلق في المدرجات و التي تضفي طابعا خاصا على أداء اللاعب و على الأجواء المحيطة بالفريق، كلها عوامل تؤثر بالتأكيد على لاعبوا الفتح و تحول دون إخراجهم لكل ما في جعبتهم رغم أن الفريق يتوفر على أسماء لامعة، لكن لحد الآن فإن اللاعبين يبلون بلاءا حسنا و يحققون نتائج مهمة خاصة في منافسات كأس العرش.                                                                                      

جمهور الفتح بين الأمس و اليوم

  بأسف كبير يتحدث الكثير من عشاق الفتح الرباطي عن ما آلت إليه الأوضاع في مدرجات الفريق الأحمر خاصة أولئك الذين عاصروا الحقبة الذهبية للفريق و بالخصوص في سبعينيات القرن الماضي عندما نال ثلاثة كؤوس العرش و كان حينها من أبرز الأندية المغربية و يتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة تملأ ملعب الفتح و لا تدخر أي جهد في تشجيع الفريق و مساندته في تحقيق الإنجازات.

 

 و يقول حسن أقصبي أحد أشهر اللاعبين على الإطلاق الذين مروا بفريق الفتح الرباطي  في اتصال مع "البطولة" أن " الفريق على مر السنوات يتوفر على قاعدة جماهيرية كبيرة و مدرجاته دائما ما تكون ممتلئة خاصة في الستينيات و السبعبنبات، حينها أسر الفريق قلوب محبيه إلى درجة أنه من لا يجد مكانا في الملعب يصعد فوق الشجر لمشاهدة االفتح " و أضاف أقصبي    " يجب تكوين لجنة تواصل بين الفريق و محبيه من أجل تذويب التباعد الحاصل بين النادي و الجمهور " و أردف قائلا " النتائج وحدها ليست كفيلة بإعادة الجمهور للمدرجات بل وجب تكريس التواصل بين النادي و جماهيره، و إذا كان جمهور ما يحب فريقه فسيسانده حتى لو كان يلعب في الدرجة الثانية أو الهواة و سيرافقه أينما حل و ارتحل".     

 

  ومن  جهة أخرى يقول الحسين باللحسن أحد اللاعبين الذين حملوا قميص النادي في السبعينيات من القرن الماضي أن " عودة الجمهور الرباطي للمدرجات رهين بعودة الفريق إلى ملعب الفتح الذي يقترب من الأحياء المعروفة بمحبي الفريق " و أضاف قائلا " رغم تحقيق النادي لنتائج جيدة في السنتين الأخيرتين إلا أن الفريق فقد هويته بعد اعتماده على لاعبين ترعرعوا في فرق أخرى عوض أبناء النادي و هذا ما جعل الجماهير تنفر من المدرجات".

 
 

طاغات متعلقة

أخبار ذات صلة