حسين خرجة
حسين خرجة .. قائد مغربي بالفطرة
أيوب رفيق ( البطولة ) / a.rafik@elbotola.com
بشخصيةٍ واثقة تطبعها سماتُ القيادةِ و إمكانياتٍ هائلةٍ تنطِقُ بتميز صاحبها و عُلو كعبهِ ، دَلَفَ الدولي المغربي السابق ، حسين خرجة عالم المستديرة في سبيل تحقيق حلم رَاودهُ منذ الطفولة و أَمْلى عليه الرغبة في تجسيد المؤهلات التي يختزنها على المستطيل الأخضر ، سعيا منه إلى صياغة إسمه في سجلات التاريخ علّه ينجح في الإصطفاف إلى جانب لاعبين و نجوم داعبوا قلوب الجماهير بسخائهم في العطاء و ثباتهم في المستوى .
سقّاء إنتر ميلان السابق الذي طفى على سطح الكرة المغربية في ظل الثورة التي أحدثها الناخب الوطني ، بادو الزاكي في التركيبة البشرية لأسود الأطلس سنة 2003 ، أفلح في فرض ذاته كرافد من روافد النخبة المغربية لأكثر من عشر سنوات ، في الوقت الذي برع في حياكة مشوار كروي مرصع بعراقة الأندية التي عرج عليها ، على غرار أيس روما و الإنتر الإيطالييْن .
من مراكز فرنسا إلى ملاعب إيطاليا
ذات يوم من نونبر عام 1982 ، رأى حسين النور في منطقة بواسي الفرنسية ، لينشأَ على إيقاعِ حبِّ الكرة و الشغف بها في مدينة إيفلين ، ما أفضى به إلى الإنخراط في مركز تكوين نادي باريس سان جيرمان عن سن الحادية عشر ، فينضم عقب ذلك إلى مدرسة تكوين أخرى بمدينة أجاكسيو تشرّب منها قواعد اللعبة و نهَلَ منها أساسياتها .
سنة 2001 ، شهدت على دخول الدولي المغربي السابق مجال الإحتراف من بوابة نادي تيرنانا الممارس بدوري الدرجة الثانية الإيطالية ، حيث وقّع في كشوفاته و زاول في صفوفه لمدة أربع سنوات ، قبل الإنضمام إلى نادي العاصمة الإيطالية أيس روما على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد ، و من تم الإلتحاق ببياتشينزا و سيينا ، فضلا عن مروره بجنوى ، فيورنتينا و الإنتر .
كما خاض خرجة غمار تجربة لم تكن بالناجحة مع نادي العربي القطري ، إذ لم تتجاوز رحلته برفقة النادي الأحمر موسما واحدا ، على إثر الشجار العنيف الذي دار بينه و بين صانع الألعاب البرازيلي لنادي الغرافة ، نيني داخل أرضية الميدان ، ليُقرر نادي العربي بناء على ذلك فسخ عقد متوسط الميدان المغربي .
روما و الإنتر .. حيث بلغ خرجة عنفوان العطاء
في خضم قائمة الأندية الطويلة التي دافع عن ألوانها ، يبرز ناديا إنتر ميلان و أيس روما كإحدى المحطات التي أبدع فيها حسين و قدم أوراق اعتماده ، إذ طلّ من خلال النيراتزوري و الجالوروسي على الجماهير الإيطالية العريضة ، رافعا راية المغرب في ملاعب القارة العجوز و ميادين " السيري آ " .
مغامرة ضابط إيقاع الأسود السابق مع نادي العاصمة الإيطالية انطلقت في صيف 2005 قادما من تيرنانا كمعار . فرصة ذهبية لم يكن اللاعب البالغ من العمر 31 سنة ليُهدرها ، حيث أعلن عن نفسه برفقة نجوم من العيار الثقيل ، من قبيل فرانشيسكو توتي و الظهير الإيطالي المتألق ، كريستيان بانوتشي و غيرهما من اللاعبين ذوي الصيت الذائع و الأسماء الرنانة .
المرحلة الناصعة التي أمضاها خرجة مع أيس روما ، سرعان ما سجلت عودتها مع إنتر ميلان الذي استقدم اللاعب المغربي على سبيل الإعارة من جنوى ، ليمارس تحت إشراف المدرب البرازيلي ، ليوناردو و يجاور الكاميروني صامويل إيتو و الهولندي ، ويسلي شنايدر في إحدى الحقب الذهبية للنادي الإيطالي .
و أبلى اللاعب الفرنسي المولد البلاء الحسن في تجربته مع الإنتر ، بمشاركته في عشر مباريات في الدوري الإيطالي وقع منها هدفين و خوضه لمباراتين في مسابقة دوري أبطال أوربا ، مما صنفه أنذاك في خانة المفاتيح التي يعتمدها عليها الربان البرازيلي .
العربي .. المحطة التي فرملت مسيرة المغربي
لم يُكن يدور بخلد خرجة أن انضمامه إلى الدوري القطري و حمل قميص العربي بالتحديد ، سيُشكل نقطة سوداء في مسيرته اللامعة ، فالتطلعات التي كانت تعتري اللاعب المغربي إلى البصم على مشوار طيب في تجربته مع العربي أجهضها العراك الذي نشب بينه و بين اللاعب البرازيلي ، نيني في مباراة بين العربي و الغرافة .
عقب ذلك الحادث الذي لا ينسجم مع مبادئ و أخلاق المغربي ، دخل هذا الأخير فترة توقف قيسرية لحوالي سنة من الزمن ، حتى وقع لنادي نوفارا الإيطالي لمدة ثلاثة أشهر ، قبل أن الإنتقال يوم أمس إلى النادي المزاول بدوري الدرجة الثانية الفرنسي ، سوشو بعقد يمتد إلى غاية نهاية الموسم الكروي الحالي .
قائد الكتيبة المغربية السابق ، عاش على صفيح ساخن طيلة المرحلة التي أعقبت اشتباكه مع اللاعب البرازيلي ، إذ ذاق مرارة الإقصاء من طرف النادي القطري الذي اغتنم الفرصة ليقذف به خارج أسوار النادي ، و هو الأمر الذي سيضع خرجة نصب أعينه خلال مغامرته جديدة مع سوشو لإعادة الإعتبار لنفسه و الثأر من كل من اضطهده و بخّس قيمته كلاعب منح الكثير للكرة المغربية .