محمد زايد (البطولة) / ع. وكالات
صراع الملوك.. صراع الجبابرة
منذ الأزل، وصراعات الملوك تعد أبرز الصراعات وأشرسها، خصوصا إن كانت على أرض أحديهما، حيث يستهدف الضيف عرش المستضيف، وإطاحته من على ملكه، والاستولاء على تاجٍ، وُضع للفائز فيهما، مكملا سباقه نحو الفوز بأميرة القارة، في صراع جبابرة العجوز.
حكاية الليلة، تجمع بين ملك أوروبي قاهر، هو سيد عرش القارة للحظة، بملك "نازي" استمد هيبته وقوته من حب "أدولف هتلر" له، حتى صار يلقب ببلاد "الجيرمان" بالأزرق الملكي، ليبحث عن مجده وسلطانه منذ ذاك التاريخ، الى حدود الساعة، حتى قادته الأقدار لمعركة مع ملك محنك صال وجال بالقارة الطاعنة في السن هذه، منذ أن كانت هذه القارة في ريعان شبابها.
الريال يحاول كسر العقدة الألمانية:
قمة الليلة بين ريال مدريد وشالكه الألماني، ستكون واحدة من أبرز القمم الأوربية لهذا الموسم، لأن طرفيها فريقين بقاعدة جماهيرية واسعة، ويسعيان معا الى كتابة تاريخ جديد قاريا، رغم أن النادي الاسباني سيد هذه البطولة، بتسع ألقاب كاملة، والنادي الألماني، لا زال يبحث عن لقبه الأول بالمسابقة، ويبقى لقبه الوحيد قاريا، هو ذاك الذي استخلصه من فريق أنتر ميلان عام 97، برسم كأس الاتحاد الأوروبي.
متزعم الليغا سيكون في امتحان جديد للمرة الخامسة والعشرين بأرض "الجِرمان"، حيث أنه حقق انتصارا وحيدا فقط خلال آخر 25 مواجهة هنالك بألمانيا، بل، وانهزم في 18 مباراة كاملة، آخرها، برباعية كاملة بنصف نهائي دوري أبطال الموسم الماضي، في ذهاب نصف نهائي المسابقة، وهو اليوم أمام تحدٍ جديد، حين يسعى الى كسر هذه العقدة الألمانية، وحسم التأهل لدور الثمانية خلال مباراة الليلة، والحد من مفاجآت الفريق الألماني، الذي قد لا يعد فريقا كبيرا اليوم، نظرا لناتئجه المتواضعة، لكن الكرة علمتنا دائما عدم خضوعها لأي منطق مهما كان.
و يقبى أفضل انجاز للفريق الألماني خلال الفترة الاخيرة بهذه المسابقة، هو وصوله لدور نصف النهائي، موسم 2011، حيث كان قد أقصي أمام الشياطين الحمر لمانشيستر، بواقع ستة أهداف لواحد، بمجموع مبارتي الذهاب والاياب.
وبالعودة الى وضعية الفريقين معا في ترتيب مسابقتيهما المحليتين، يظهر الفرق الواضح بين المدريد وشالكه، حيث يحتل الميرنيغي الصدراة ب63 نقطة، فيما يقبع شالكه في الرتبة الرابعة برصيد 41 نقطة.
"راؤول": أتمنى اللعب لريال و شالكه معا في هذا اللقاء:
وعن هذه المواجهة قال الاسطورة الاسبانية، راوول غونزاليس، والذي حمل قميص الناديين معا أنه لو كان الأمر في يده، للعب ذهاباً مع شالكه على ملعبه وإياباً مع الريال في ملعبه سانتياغو بيرنابيو.
وأعرب راؤول عن حزنه لعدم مشاهدة مباراة الذهاب في ألمانيا قائلاً :"كنت أتمنى السفر لمشاهدة اللقاء، ولكنني سألعب اليوم ذاته في دوري أبطال آسيا مع السد".
ورفض النجم الإسباني الكشف عن الفريق الذي سيدعمه في هذه المواجهة، مشيراً إلى أنه أمضى معظم فترات مسيرته في الريال وحقق هناك العديد من الإنجازات، وعلى الجانب الآخر أمضى فترة رائعة في شالكه على رغم قصرها.
وأشاد راؤول بكل من البرتغالي كريستيانو رونالدو وتشابي ألونسو لاعبي ريال مدريد، مشيراً إلى أنهما أبرز مصادر الخطورة في الأبيض الملكي.
وأكد مهاجم السد القطري أنه إذا أراد شالكه التأهل إلى الأدوار المقبلة، فعليه أن يقدم 120 في المئة من قوته خلال اللقاء.
كاسيساس حذر و رونالدو على أعتاب القمة التهديفية:
وفي سياق متصل، عبر إيكير كاسياس، عن صعوبة المواجهة أمام شالكه، معتبرا إياه فريقا يتمتع بقدرة بدنية عالية للغاية، و ينتفض حاليا في الدوري الألماني ويتواجد بين الأربعة الأوائل، معتقدا أنه منافس خطير يضيف كاسياس.
و سيكون كريستيانو رونالدو على موعد مع رقم قياسي جديد، بحيث يسيعى لتصدر هدافي المسابقة، برصيد عشر أهداف، وهو الذي يملك فقط تسعة، خلف السلطان ابراهيموفيتش، الذي سجل في عشر مناسبات قبل ذلك، مع أفضلية مباراة ناقصة للدون كريستيانو يجريها الليلة.
و تبقى الاشارة الى أن هذه أول مواجهة بين الفريقين في دوري أبطال أوروبا، علما أن آخر مواجهة لشالكه مع فريق اسباني، كانت سنة 2011، حيث حقق تأهل على حساب فالنسيا الى دور ربع نهائي المسابقة حينها بواقع أربعة أهداف لهدفين، في مجموع لقائي الذهاب والاياب، فيما تبقى آخر مواجهة جمعت الريال بفريق ألماني، هي تلك التي كانت السنة الفارطة، حين تأهل بروسيا دورتموند للنهائي على حساب الميرينغي بواع أربعة أهداف مقابل ثلاث في مجموع مبارتي الذهاب والاياب