التعليق الرياضي، فن وذوق رفيع المستوى، وخبرات رياضية متراكمة، وليس بالضرورة ان يكون المعلق صاحب صوت قوي، او حنجرة ذات سمفونية رائعة، لان الحقيقة في نظري الشخصي لا يوجد من يتحلى بمثل هذه المواهب أو الصفات التي ذكرتها، لكني فقط اتمنى على معلقينا ان يتحلوا بالحياد، وان لا يتركوا العنان لعواطفهم او ميولتهم الشخصية فهم ليسوا اصحاب راي فني، او قلم ناقد متمرس، لان كل ما هو مطلوب منهم تقديم وصف لما يشاهدونه داخل المباراة بعيدا كل البعد عن قدرتهم على تقييم المستوى الفني للفريقين وخطط المدربين ومستوى التحكيم اذ ليسوا نقادا او محللين رياضيين.
والغريب ان يتطاول هذا المعلق على حكم لقياس مستواه ضعيفا كان ام جيدا او انه تغاضى عن اخطاء فنية او ضربة جزاء صحيحة لهذا الفريق او ذاك فهذا المعلق يجب عليه الا ينسى انه سينقل الوصف إلى داخل وخارج المغرب، وسيسمعه كل الناس وممكن ان يؤثر بصورة مباشرة على الجماهير التي تسمعه، وفي ذلك اشارة نحو الحقد نحوه والغليان وحدوث مشاكل داخل او خارج الملعب وعليه الا ينسى بانه جزء لا يتجزا من منظومة كرة القدم سعيا وراء الاحتراف.
لذلك اقول للمعلقين الرياضيين في المغرب ارجوكم راعوا اهمية هذه المهنة لانه وبصراحة تدكر لو كانت لدينا لجنة مختصة في متابعة وتقييم مستوى كل معلق لخرجنا صفر اليدين منكم.
لهذا اطالب من المسؤولين في الاذاعة والتلفزيون ضرورة سماع وتقييم المعلقين، والا يتركوا لهم الحبل على الغارب لانهم أمام جهاز خطير وحساس، قد يخلق لنا اشكالا، وقد يتسبب في وقوع مشكلات بين الجماهير الرياضية.
فالرياضة فيها المنتصر والمهزوم والهزيمة ليست عارا او مشكلة... ولكن المشكلة قد يخلقها المعلق غير المسؤول عن مهنته والذي قد لايفهم اصولها.