مغامر "مبتور" يعبر مضيق جبل طارق
15 يوليوز 2012على الساعة02:58
مغامر فرنسي مبتور اليدين والرجلين ينجح في عبور مضيق جبل طارق
محمد القندوسي (طنجة) : قام السباح الفرنسي CROIZON PHILHPE 43 سنة ومرافقه ARNAUD CHASSERY 34سنة بمغامرة بحرية الهدف منها عبور مضيق جبل طارق على مسافة تناهز بقليل 14 كلم ، فعند الساعة السابعة صباحا بتوقيت المغرب من يوم الخميس 12 يوليوز الجاري بدأت المغامرة التي انطلقت من شاطئ مدينة طريفة الإسبانية ، وقد نجح السباح الفرنسي ومرافقه من قطع هذه المسافة و بلوغ الشواطئ المغربية وتحديدا بشاطئ الدالية التي كانت هي نقطة الوصول ، إذ تمكن المغامر الفرنسي من إنهاء هذه المهمة في ظرف زمني لم يتعدى خمس ساعات وتسعة عشر دقيقة .
شاطئ الدالية أرخ لهذا الحدث العالمي ، فعند الساعة الثانية عشرة زوالا كانت الصحافة الفرنسية وخصوصا منها المصورة وعلى رأسها القناة الثالثة "France 3" الجهة المنظمة والداعمة لهذا المشروع على موعد مع مراسيم الوصول ، وعند وصوله تحدث للصحافة الفرنسية وأكد المغامر CROIZON PHILHPE أن المحاولة لم تكن بالسهولة التي كان يتوقعها ، ومما زاد من صعوبة هذه المهمة هبوب الرياح القوية و مفعول الأمواج العاتية بالإضافة إلى الحركة الملاحية التي يشهدها المضيق والتي كانت تشكل عائقا بل خطرا على حياته مما ساهم في تعطيل وتأخير هذه المهمة التي استمرت لحوالي خمس ساعات ونصف متتالية.
الحدث الغريب في هذه المغامرة ليس هو العبور بحد ذاته ، بل الدرجة القسوى من حالة الإعاقة التي يعاني منها السباح ARNAUD CHASSERY الذي هو عبارة عن جسد بدون أطراف ـ مبتور اليدين والرجلين ـ وبحسب بعض المعلومات التي استقيناها من بعض الصحافيين الفرنسيين الموجودين بعين المكان تأكد أن السباح المعاق نجح في ثلاث تحديات سابقة من أهمها المحاولة التي ربط فيها فرنسا بإنجلترا عبر بحر المانش ، وتتم كل هذه العمليات بالإستعانة بزعانف مطاطية تثبت على طرفي فخذيه ، وتدخل هذه المبادرات في إطار برنامج تسلسلي يطبق عبر القارات الخمس ، وأمله في نجاح هذا المشروع يظل رهينا بنجاح عبور مضيق جبل طارق الذي من خلاله واصل القارتين الأوربية والإفريقية ببعض ، وأضاف في تصريحه للصحافة بأن هذا الإنجاز الذي تحقق على أرض المغرب ، كان هو الحلم والهاجس الذي يراوده في كل وقت وحين ، وبالمناسبة أبدى المغامر الفرنسي عن ارتياحه وافتخاره باجتياز هذه المرحلة التي راهن في شأنها الكثير من المتتبعين الذين عنونوا هذه المرحلة ب "المهمة المستحيلة" "mission impossible" نظرا لظروف الإعاقة أولا ، وبالنظر أيضا للطبيعية القاسية التي تطغى على مضيق جبل طارق.
وللمزيد من المعلومات فإن مواطنا مغربيا معاقا ، لكن إعاقته كانت أقل حدة ، إذ تكمن عاهته فقط على مستوى الرجل اليمنى ، حيث تمكن هذا الأخير من إتمام عملية مماثلة في ظرف لم يتعدى الثلاث ساعات ونصف ، وكان هذا قبل سنة ونصف من هذا التاريخ ، وأكدت لنا السلطات والساكنة بعين المكان أن مثل هذه المغامرات صارت حدثا مألوفا بالنسبة إليهم ، لأن سيناريو العبور يتكرر مرات ومرات عبر طول السنة ، لكن ما حدث هذه المرة يعد سابقة في تاريخ المنطقة وإعجاز رياضي وتاريخي ربما لن يتكرر مرة ثانية و لا يمكن التصديق بما حدث ، إلا من عايش هذه التجربة الغريبة.
وفي جولته القادمة سيقوم المغامر الفرنسي بتحدي جديد سيقوده نحو الشمال ليقطع بعض الكيلومترات في مياه متجمدة تفصل جزيرتين إحداهما أمريكية والثانية روسية ، وفي كل المناسبات يكون السباح الفرنسي مرفوقا بطاقم وقائي لحمايته وبمرافقه ARNAUD CHASSERY وهو سباح عالمي متخصص في المسافات الطويلة .
سيناريو هذا التحدي ملئ بالمفاجآت الغريبة حيث نذكر أنه من بين الأشخاص المقربين الذين كانت أعينهم ترصد ساعة الوصول عند أعتاب شاطئ الدالية زوجة المغامر الفرنسي وابنه الذي لم يتجاوز الثانية عشرة ، هذا الأخير الذي هو نسخة كربونية طبق الأصل من أبيه عبارة عن جسد بدون أطراف ، وعلمنا من مصدر صحفي أن هذه الأسرة تنحدر من إحدى المناطق بجنوب فرنسا.
وذكرت مصادر أمنية للجريدة أنه خلال الأسبوع المنصرم كان من المقرر أن يقوم أحد الأثرياء الدانماركيين المقيمين بمدينة طنجة بمغامرة مماثلة للإبحار على مثن لوحة خشبية بسيطة يدوية الصنع انطلاقا من شاطئ الدالية في اتجاه الضفة الأخرى ، إلا أن السلطات منعته من ذلك نظرا لعدم توفره على ترخيص من الجهات المعنية.