ربما تكون زيادة عدد أندية الدوري المصري الممتاز لكرة القدم في الموسم الجديد 2011-2012 الذي ينطلق غدا الجمعة سببا جديدا في مواصلة العملاقين الأهلي والزمالك فرض سطوتهما المطلقة على المنافسة.

 

واخر فريق نجح في احراز اللقب كان الإسماعيلي عام 2002 ومع قرار اتحاد كرة القدم بزيادة الفرق من 16 الى 19 فريقا في الموسم الجديد بعد الغاء الهبوط للدرجة الثانية فان الناديين الكبيرين سيواصلان التحليق بعيدا على الارجح.

ويتمتع الغريمان التقليديان بتشكيلة قوية ومقاعد بدلاء يمكن الاعتماد عليها في تناقض مع بقية منافسيهم الذين يركزون أكثر على بطولات خروج المهزوم مثل كأس مصر الذي أحرزه إنبي للمرة الثانية في تاريخه هذا الأسبوع.

 

وترزح أغلب الأندية في مصر تحت وطأة متاعب مالية دائمة ورغم أن بعض الأندية تمتلكها مؤسسات حكومية ثرية إلا أنها لا تنفق ببذخ في سوق الانتقالات ويقلل عدم امتلاكها لقاعدة جماهيرية دائما من فرصها ضد الأهلي والزمالك.

 

ومع امتداد الموسم الى 36 جولة فان فرصة صعود فريق جديد لمنافسة الأهلي والزمالك تبدو مستبعدة الى حد كبير.

 

وخرج الأهلي - كالمعتاد مؤخرا - بنصيب الأسد من سوق الانتقالات.

 

وفي ظل سعيه لمعادلة رقمه القياسي في خمسينات القرن الماضي عندما أحرز اللقب تسع مرات متتالية استعرض الأهلي - بطل الدوري في المواسم السبعة الأخيرة - عضلاته المالية ليبرم صفقات من العيار الثقيل مع وليد سليمان لاعب وسط إنبي وعبد الله السعيد صانع لعب الإسماعيلي والسيد حمدي مهاجم بتروجيت.

 

وبقي الأهلي وفيا لسياسته في التحرك بنشاط في سوق الانتقالات وهو ما أدى الى موافقته على اعارة لاعبين شبان واعدين مثل أحمد شكري وهشام محمد وحسين السيد حتى نهاية الموسم مع تقلص فرصة مشاركتهم في التشكيلة الأساسية.

 

وحصل الأهلي على فرصة نادرة في السنوات الأخيرة للراحة والاستعداد لانطلاق الموسم الجديد بعد اخفاقه في التأهل لقبل نهائي دوري أبطال افريقيا ثم خروجه على نحو مفاجيء من دور الستة عشر لكأس مصر في الشهر الماضي.

 

وقال سيد عبد الحفيظ مدير كرة القدم في الأهلي "التدريبات الأخيرة والمباريات الودية أكدت جاهزية اللاعبين وقدرتهم على تحقيق نتائج ايجابية في الموسم الجديد."

 

ومن المرجح أن يعود الأهلي للعب بطريقة 4-4-2 في الموسم الجديد بدلا من الطريقة التقليدية للمدرب البرتغالي مانويل جوزيه وهي 3-5- 2.

 

لكن مدير كرة القدم قلل من أهمية التحول للعب باربعة مدافعين وهي الطريقة التي لعب بها الأهلي عندما تولى حسام البدري تدريبه عندما رحل جوزيه لقيادة منتخب انجولا في عام 2009.

 

وقال عبد الحفيظ "تغيير الطريقة الى 4-4-2 ليس معناه التخلي عن الطريقة القديمة.. لكل مباراة ظروفها والطريقة التي تناسبها."

 

وكانت بداية الزمالك مبشرة تحت قيادة مدربه الجديد حسن شحاتة مدرب منتخب مصر السابق الذي تولى المسؤولية خلفا لحسام حسن عقب خسارة لقب الدوري في الأسابيع الأخيرة للمسابقة في الموسم الماضي لكن مشجعيه عادوا لأرض الواقع بصورة قاسية عقب خسارة نهائي كأس مصر هذا الأسبوع.

 

لكن الزمالك سيسعد بالتأكيد بعودة عمرو زكي مهاجم منتخب مصر للمستوى الذي منحه فرصة اللعب في الدوري الانجليزي الممتاز عام 2008 مع ويجان اثليتيك قبل عودته لناديه المصري مرة أخرى.

 

واحرز زكي هدفي الزمالك في مباراة الدور قبل النهائي كما أحرز الهدف الوحيد في المباراة النهائية التي انتهت بالهزيمة 2-1 أمام إنبي ليمنح شحاتة شعورا ايجابيا قبل انطلاق موسم طويل.

 

وسيضع شحاتة ثقته أيضا في أحمد حسن قائد منتخب مصر المخضرم الذي انضم للزمالك هذا الصيف بعد ثلاث سنوات في صفوف الأهلي بالاضافة للجناح المتألق شيكابالا.

 

وستكون الفرصة سانحة أمام الزمالك للتعافي من اثار الخسارة بعد أن تأجلت مباراته في الجولة الافتتاحية للدوري ضد وادي دجلة بسبب حادث تعرضت له حافلة منافسه في الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل عامل غرفة الملابس واصابة المدرب البلجيكي والتر ميوس.

 

وسيمنح الفوز بكأس مصر دفعة لإنبي الذي يقوده المدرب مختار مختار من أجل العودة مجددا للمنافسة على القمة ولو لفترة قصيرة في الموسم الجديد.

 

وقال المهاجم أحمد رؤوف بعد الفوز بكأس مصر "استطاعت إدارة إنبي بناء فريق (مؤلف) من الخبرة والشباب وهو ما سيحوله الى قوة عظمى في الكرة المصرية خلال الفترة المقبلة."

 

وكان إنبي من أقل الأندية نشاطا في سوق الانتقالات وتعاقد فقط مع حسين علي لاعب وسط الجونة وأحمد بلال مهاجم سموحة المخضرم والتونسي كمال زعيم لاعب وسط الصفاقسي رغم أنه فقد في المقابل جهود لاعبيه الدوليين سليمان المنتقل للأهلي وعبد العزيز توفيق الذي رحل الى المصري البورسعيدي.

 

وأمضى الإسماعيلي الصيف وهو يعاني من تخبط إداري عقب استقالة مجلس الادارة السابق بالاضافة الى أزمات مالية أرغمته على التخلي عن لاعبه البارز السعيد للغريم اللدود الأهلي من أجل استغلال أموال الصفقة للابقاء على لاعب منتخب مصر حسني عبد ربه.

 

ولم يستمر حسام حسن مدربا للإسماعيلي عقب تعيينه في أغسطس اب سوى لمباراتين رسميتين فقط وانتهى الأمر الى اقالته سريعا عقب الخروج من دور الثمانية لكأس مصر بخسارة قاسية أمام المقاولون العرب.

 

وسيواجه الإسماعيلي الذي عين محمود جابر ليخوض أول مهمة تدريبية له صعوبات في الحفاظ على موقعه بين الثلاثة الكبار في ظل استمرار معاناته المالية واكتفائه بتصعيد لاعبين من فرق الناشئين للفريق الأول.

 

ويسعى المدرب طلعت يوسف الذي كان مرشحا لخلافة شحاتة في تدريب منتخب مصر الى تكرار تجربته الناجحة مع اتحاد الشرطة عندما يقود المصري البورسعيدي في الموسم الجديد بينما سيتطلع مصر للمقاصة الى الحفاظ على وصف "الحصان الأسود" الذي ناله في الموسم الماضي والمنافسة على المراكز المؤهلة للبطولات الافريقية.