قهر "التنمر" و"الاكتئاب" وتواجد في كأس العالم بضغط شعبي.. ما هي القصة المُلهمة وراء استدعاء "بلال العيفة" في قائمة تونس؟
أعلن المُدير الفني للمنتخب التونسي "جلال القادري" قائمة "نسور قرطاج" النهائية، التي سوف تخوض غمار بطولة كأس العالم 2022 بقطر.
وضمت القائمة التونسية 26 لاعبًا، جاء من ضمنهم الاستدعاء المتأخر لمُدافع فريق الكويت "بلال العيفة"، والذي عاد بعد قرار غير مُعلن بالاستبعاد، بضغط من الشعب التونسي.
وانتشرت ليلة أمس أنباء عن استبعاد صاحب الـ32 عامًا من قائمة تونس بأوامر من الناخب الوطني، وتم كتابة الخبر في أغلب المصادر الصحفية التونسية، ولكن ردود الأفعال "الغاضبة" من قبل مشجعي "نسور قرطاج"، اضطرت "جلال القادري" للتراجع في قراره، وأعلن اليوم تواجد نجم النادي الأفريقي السابق في المونديال.
فما هي قصة بلال العيفة؟ ولماذا طالب التونسيون بتواجده؟
آسر قلب الدفاع قلوب ملايين التوانسة خلال الفترة الأخيرة، سواء جماهير فريقه الأفريقي أو الجماهير المنافسة؛ بسبب قصته "المُلهمة"، التي حولته من ضحية التنمر إلى واحد ممن يلتف حولهم المشجعون، ويتفق الكثيرون على حبهم.
في أواخر عام 2019 وبدايات عام 2020، دخل بلال العيفة في نوبة "اكتئاب" أبعدته عن ملاعب كرة القدم، وهذا نتيجة الضغط الذي كان يتعرض له من جماهير "باب جديد"، وهو ما تسبب له في مشاكل نفسية كبرى، أدت إلى شراهته ونهمه على الطعام غير الصحي، مما أدى إلى زيادة وزنه وهجرته التدريبات.
وبعد شهور على هذا الحال، وقف "العيفة" أمام مع نفسه وقرر العودة إلى كرة القدم مرة أخرى، وبالفعل سافر إلى إسبانيا، وخاض فترة إعادة تأهيل "قاسية" فقد على إثرها عشرات الكيلو جرامات، واستعاد لياقته مرة أخرى، ولكن لدى عودته إلى ناديه وجد نفسه بلا عقد؛ لأن الفريق الأفريقي كان يُعاني من أزمة مالية طاحنة، وقرر تسريح أغلب نجومه.
رفض بلال اليأس والاستسلام وتدرب منفردًا رفقة مُدرب لياقه بدنية "متخصص"، وبالفعل حقق المفاجأة واستطاع إقناع المُدرب "منذر الكبير" بضمه ضمن قائمة تونس خلال بطولة كأس العرب الأخيرة بدولة قطر.
وتفاجأ "بلال العيفة" بمستواه "المميز" خلال البطولة، كما اندهش من مساندة الجماهير له، وتخليهم عن عبارات الانتقادات والهجوم التي كانت تطوله بشكل مستمر، مما أضاف إلى أدائه داخل الملعب، حتى استعاد مكانته مرة أخرى كمدافع دولي "أساسي" رفقة منتخب بلاده، وها هو يتواجد في أكبر محفل عالمي بطلب من الجمهور التونسي، الذي كان في يوم من الأيام أكبر هواجسه.